نشر بتاريخ: 01/03/2012 ( آخر تحديث: 04/03/2012 الساعة: 13:07 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام- خلال جولة نظمها الدكتور نادر الخطيب المختص الخبير الفلسطيني بشؤون المياه، سافرنا من الجهة الاردنية لنهر الاردن برفقة نواب في البرلمان الاردني ورؤساء بلديات فلسطينية، وبعد ان وصلنا دير علا شاهدنا بلدة الكرامة ورأينا مكان الرصاص الذي لعلع عام 1968 في معركة الكرامة التاريخية بين الفدائيين الفلسطينيين وجيش الاحتلال ثم سرنا صعودا نقطع الاميال بمحاذاة النهر لنقابل العوجا وبيسان وصولا الى الباقورة وحتى حطين الخالدة بمعركة القائد صلاح الدين، ومن ثم وصلنا الى هضبة الجولان السورية المحتلة وكنت لا اعرف من قبل ان الاردن محاد لهضبة الجولان !!!
وشاهدنا نهر اليرموك وبانياس والسدود، وكانت جولة طويلة لكنها مفيدة جدا من الناحية الصحافية لاننا تمكننا من تصوير كل هذا عبر كاميرا فضائية "معا ميكس" وسنبثه لاحقا في فلم خاص حول المياه، لا سيما وان هذه مناطق ممنوعة امام المدنيين وقد دخلناها بتصريح مسبّق من الاخوة الاردنيين.
وعلى مقربة من حطين كان هناك مزارع نخيل تخضع للسيطرة الاسرائيلية، ولكن وبموجب اتفاقية وادي عربة للسلام بين الملك الحسين واسحق رابين فانه سيجري اعادتها للاردن في العام 2015 .
والجديد في الامر ان اسرائيل ومن خلال منظمات دولية عالمية تقترح الان على السلطة الفلسطينية وعلى الاردن الموافقة على مشروع مائي ضخم للقيام بتشغيل مضخات ومصانع ومولدات على نهر الاردن وحتى حصة بحيرة طبريا من المياه القادمة من سوريا، ويهدف المشروع الى محاربة التصحر ونقص المياه وعدالة التوزيع واستخدام التقنيات الحديثة في ادارة المياه، وكل هذا محمود طالما انه يختص بالارض والمياه بعيدا عن الاطماع الكولينالية للاحتلال !! وهنا تبرز الاسئلة التالية:
ما هو سر تزامن المشروع الدولي مع تصريحات نتنياهو انه يريد استئجار غور الاردن من السلطة الفلسطينية لمدة 40 عاما قادمة؟
اسرائيل لا تقيم مستوطنات في غور الاردن وانما مصانع ومحطات توليد، وبالتالي فان لها مطامع اقتصادية بحتة في هذه المنطقة؟
الاردن سيحرر اراضيه المتبقية في العام 2015 فهل هناك اية مطامع اسرائيلية في الاراضي الاردنية مثلما في الاراضي الفلسطينية؟
اذا كان الهدف عدم هدر المياه، فلماذا لا تسمح اسرائيل لوزارة الزراعة الفلسطينية بالعمل على حدود نهر الاردن حتى بيسان؟
لا يوجد تجمعات يهودية سكانية هناك ولا يوجد عمليات تفجيرية فلماذا تعلن اسرائيل تلك المنطقة عسكية مغلقة دائما؟
ما هي مخططات السلطة ودائرة المفاوضات ووزارات الزراعة والاقتصاد والتخطيط لتلك المناطق الفلسطينية في السنوات العشرين القادمة؟
تشير التقارير الدولية ان مصانع الملح الاسرائيلية وبرك التجفيف هي السبب الاساسي في تخريب شواطئ البحر الميت .. فهل هناك محاسبة ؟
ماذا تريد اسرائيل اساسا؟ هل تريد قناة مع البحر الاحمر ؟ ام قناة عرضية مع البحر المتوسط ؟ ام مشاريع مع مياه سوريا ونهر اليرموك ؟
لا أملك اجابات، لكنني اّمل ان يساهم المختصون من امثال الدكتور الخطيب و د.جاد اسحق ود.نبيل شعث ود.محمد اشتية بالتعاون مع الخبراء الاردنيين والمصريين والسوريين والعرب والدوليون في استقراء موقف واضح تجاه تلك المنطقة وان لا يكون القرار اسرائيليا ولا فلسطينيا ولا اردنيا منفردا، فتجربة اسرائيل في تجفيف بحيرة الحولة في الخمسينيات تجربة فاشلة وتقتضي معالجات ودراسات معمقة وكذلك تجربة اسرائيل في الاستئثار بنهر العوجا في يافا "تطلق عليه اسرائيل اليوم اسم نهر اليركون في تل ابيب" ...
حتى لا نقتل البحر الميت مرتين، وحتى لا يكون هذا القرار نابع من تجربة شخصية واعتقادات ذاتية عند مسؤول واحد، وحتى لا تتبخر احلام المياه مثلما احلام السلام.
