السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

5 اخطاء ارتكبتها اسرائيل حين اغتالت زهير القيسي ...

نشر بتاريخ: 11/03/2012 ( آخر تحديث: 14/03/2012 الساعة: 12:15 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - بعد 48 ساعة من اغتيال اسرائيل لامين عام لجان المقاومة الشعبية في غزة بدأ صبر الجمهور الاسرائيلي ينفذ تحت الصواريخ التي لا تتوقف ، ورغم تصريحات رئيس وزراء اسرائيل العنترية وان اسرائيل لا تخاف وستواصل الاغتيالات الا انه يعرف ان صبر الجمهور الاسرائيلي ليس ثابتا من الثوابت، وانه يمكن ان يسقط من سدة الحكم بسبب توقيعه قرار الاغتيال ، فهو اغتال التهدئة قبل ان يغتال امين عام اللجان .

اليوم الاول اطلقت فصائل المقاومة التي تعتبرها اسرائيل صغيرة 100 صاروخ من دون مساعدة حماس وفي اليوم الثاني اطلقت المقاومة 40 صاروخا واسرائيل تهدد وتزبد ولكنها من تحت الطولة تهفو لوقف اطلاق نار . ولعلها سارعت ان الزهار توجه الى القاهرة لتحقيق هدنة لكنها اخفت كم وساطة ارسلت للقاهرة لتحقيق وقف اطلاق نار . ولكن وعلى ما يبدو ان المصريين ارادوا تلقين تل ابيب درسا جديدا ، وان جيش الاحتلال لا يستطيع كل مرة ان يخرق التهدئة ويغتال ثم يطلب من مصر التوسط بكل بساطة وان على اسرائيل ان تدفع ثمن حماقاتها .

والجديد هذه المرة ان اسرائيل اغتالت امين عام اللجان بحجة الاوضاع الامنية في سيناء ، وكأنها تتعامل مع سيناء وغزة على انها ملف سيادي واحد ، متناسين ان سيناء ارض مصرية ولها شعب وجيش وامن وسيادة . وهو امر ازعج المصريين واغضبهم جدا .

كل يوم حرب سيكلف اسرائيل 100 مليون دولار ومصر ليست متعجلة لوقف النار

وعلى كل حال تعود اسرائيل لتخطئ عدة اخطاء استراتيجية قاتلة ، رغم تفوقها العسكري ، ومن بين هذه الاخطاء :

الخطأ الاول هو طريقة التعامل مع سيناء بعقلية السبعينيات ، وهي تقسم سيناء الى 3 مناطق . المنطقة الاولى، والتي يطلق عليها المنطقة "A" او الخط الاحمر والممتدة من قناة السويس غربا وصولا الى الخط الاحمر شرقا والمرسوم على الخرائط المحلقة، حيث يسمح لمصر بالاحتفاظ فيها بقوات بحجم كتيبة مشاة ميكانيكية مزودة بما لا يزيد عن 230 دبابة و 480 ناقلة جند مدرعة وبتعداد لا يتعدى الـ 22 الف جندي. والمنطقة الثانية، والتي يطلق عليها المنطقة "B" والممتدة من الخط الاحمر الاول وصولا الى الخط الاخضر المرسوم على الخريطة المفصلة والتي يسمح للجيش المصري بالاحتفاظ بداخلها بأربع سرايا من قوات حرس الحدود مسلحين بسلاح خفيف فقط. والمنطقة الثالثة والمصنفة منطقة "C" والممتدة من الخط الاخضر حتى خط الحدود الدولية، حيث يسمح بالعمل فقط لقوات المراقبة الدولية وقوات شرطة مدنية مصرية فيما يسمح للجيش الاسرائيلي بالاحتفاظ على الجانب الاسرائيلي من الحدود باربع سرايا مشاة داخل قطاع يمتد عميقا في الاراضي الاسرائيلية حتى 3كلم.

الخطأ الثاني هو الاستهتار بالخصم ، فقد اصاب الغرور جيش اسرائيل ونسي انه فشل في معاركه السابقة مع حركة فتح وتكبّد مئات القتلى في بداية الانتفاضة ، واستهتر بالجبهة الشعبية وهزمته وردت على الاغتيال باقوى منه ، واستهتر بحماس وهزمته في كل الساحات ، واستهان بالجهاد الاسلامي وفوجئ بحجم تسليحها ، واستهتر بلجان المقاومة وها هو يقع في سوء تقديره مرة اخرى .

الخطأ الثالث هو المراهنة المبالغ فيها على صمود الجبهة الداخلية ، ونسيان ان الناس لا يمكن التعامل معهم كجنود ، وان الجبهة الدخلية مكوّنة من اطفال وعجائز وتجار ومدارس ولا يمكن ان يجري التعامل معهم باعتبار انهم كتيبة يمكن اصدار الاوامر لها وهي تنفذها .

الخطا الرابع الميزانية ، فاسرائيل تدخل في مشاريع تكنولوجية وتتسلح ضد غزة باعتبار ان غزة جيش عرمرم ، وتنسى ان اسلحة غزة هي اسلحة خفيفة لا يمكن الرد عليها بالاسلحة الثقيلة المدمرة ، ومن بين ما يمكن ان نعيد تذكير الجمهور بما نشره القسم العبري في وكالة معا و ان ساعة واحدة من التحليق في طائرة F16 " تكلّف 30 الف دولار فيما تصل تكلفة ساعة طيران واحدة في طائرة f15 حوالي 45 الف دولار . كما يكلف كل صاروخ مضاد للصواريخ الفلسطينية تطلقه القبة الحديدية 100 الف دولار اي ان اسرائيل تدفع 3 مليون دولار يوميا لقاء القبة الحديدية .

اما سفر دبابة مركافاة كيلومتر واحد فقط 7 الاف دولار فيما تصل تكلفة السفر لنفس المسافة لكن على ظهر ميركافا "3" الى 10 الاف دولار وان كل سفر لمسافة كم واحد على ظهر ميركافا "4" يكلف 13 الف دولار .اي ان تحرك الدبابات الاسرائيلي لمدة تقل عن اسبوعين حول غزة سيكلف الميزانية 5 مليون دولار والسفر في ناقلة جند لمسافة كم واحد يكلف ربع مليون دولار !!! الى جانب عشة مليار شيكل مليار شيكل 3 مليار دولار على سيارات لنقل الجنود سنويا . وغيرها كثير دون ان ننسى ثمن تعطل الحياة والاقتصاد والمدارس والتجارة والسياحة و.... الخ .

الخطا الخامس والاخير هو الاعتقاد ان الاغتيالات تستجلب الامن ، وقد اثبتت التجارب ان الاغتيالات تستجلب العنف والمزيد من الانتقام ، ولا ننسى ان اصل لجان المقاومة الشعبية في غزة كان عملية اغتيال نفذها الاحتلال ضد الشهيد ابو الريش من قادة الفهد الاسود كتائب فتح في الانتفاضة الاولى ، ورغم ان اسرائيل وعدت الشهيد عرفات انها لن تغتال احدا الا انها يوم انسحابها من غزة قتلت ابو الريش وغدرت باتفاقها مع عرفات ، وقد اقسم رفاقه على الانتقام حتى يومنا هذا .