نشر بتاريخ: 17/03/2012 ( آخر تحديث: 20/03/2012 الساعة: 12:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - درج في الاعلام الدولي والعربي والمحلي عبارة ( حصار غزة ) منذ العام 2003 وحتى اليوم ، اي منذ اكثر من عشر سنوات ، وكان الاحتلال الاسرائيلي اول من درج على استخدام هذه المصطلح نكاية بالرئيس ياسر عرفات ، ومن ثم درج مصطلح حصار رام الله ، حتى استشهاد الزعيم ، ثم حصار بيت لحم وكنيسة المهد ، ثم حصار جنين ، وحصار نابلس وهكذا دواليك .
مصطلح حصار غزة لعلع من جديد عقب وقوع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في اسر المقاومة ، ومع وقوع الاقتتال وانسحاب المراقبين الدوليين من معبر رفح ولاحقا انسحاب امن الرئاسة بعد سيطرة حماس عسكريا على كل مرافق الدولة هناك ، قام نظام حسني مبارك باغلاق معبر رفح وحلّت كارثة الحصار المجنون على سكان القطاع . وامام المعاناة الرهيبة التي عاشها اهلنا هناك بات الجميع يخجل من استخدام مصطلح ( حصار الضفة ) مقارنة مع حجم الحصار على غزة .
ومن يقرأ مقالات ابو علاء قريع الاخيرة يرى بوضوح حجم حصار القدس ، بل ان الحصار على القدس مصحوب بتهويد الارض والانسان ، وسيؤدي الى مأساة حقيقية اقلّها فشل حل الدولتين ودخول المنطقة في حالة ضياع سياسي لثلاثين سنة قادمة ، فعزل وتهويد القدس يبدو مجرد بروفة مع خطة عزل وتهويد الضفة الغربية .
وعلى ما يبدو ان صرخة قريع للعالم العربي " ان الفلسطينيين لم يعد بمقدروهم الدفاع عن القدس لوحدهم " لم تلق اي استجابة او مغيث ، وقد بدأت الدول المانحة في شد حبل الشنق على رقبة السلطة الفلسطينية ، ويشير تقرير البنك الدولي ومن قبله النقد الدولي الى ان موارد السلطة لم تعد كافية وان على د.سلام فياض تخفيض رواتب الموظفين !!!
الى اين نحن ذاهبون ؟
يقول الدكتور نبيل شعث ان الوضع المالي الذي تعيشه السلطة هو نتاج ضغط متعمد من الولايات المتحدة وحلفائها واسرائيل واصدقائها ، ورغم معرفة امريكا واسرائيل ان السلطة بحاجة الى معونات هائلة نتيجة وجود عجز بقيمة مليار ومئة مليون دولار ( ملبغ تافه قياسا مع ما تصرفه دول عربية غنية لدعم مشاريع اقل اهمية من القدس ) الا ان امريكا واسرائيل تدفعان بحكومة سلام فياض الى الهاوية ويتساءل الدكتور شعث مثلنا جميعا : لا اعرف ما هي الهوامش التي يمكن للدكتور فياض ان يقوم بها حيث لم يعد بالامكان ان تقترض الحكومة المزيد من الاموال من البنوك لان هذا سيجعل البنوك نفسها في حالة خطر !!!
اذن وبعد سماعنا ما قاله الدكتور شعث ، سنجد امامنا العديد من الاسئلة :
هناك من يقول ان الحل هو الوحدة الوطنية ولكن قد تستغل اسرائيل وامريكا الوحدة الوطنية لانجاز المزيد من الفقر والانهيار للسلطة !
وهناك من يقول ان الحل هو العودة للمفاوضات واسترضاء امريكا ولكن امريكا لم تساهم قط في انجاح اي امن او سلام في منطقتنا !
وهناك من يقول ان الحل هو العمليات والعنف واطلاق النار ولكن ازمة فصائل المقاومة في لبنان والعراق ليست اقل من ازمة مقاومتنا !
وهناك من يقول ان الحل هو الصمود والمزيد من الصمود وتعزير ثقة المواطن بنفسه ولكن المواطن " مخنوق " من عدم وجود استراتيجية موحدة !
وهناك من يقول ان الحل هو حل السلطة ولكن الذين يدعون لحل السلطة لا يعرضون ابدا حلولا افضل سوى اعادتنا لحكم الادارة المدنية للاحتلال !
كنت اعتقد ان المواطن لا يعرف الاجابات ، ثم بدأت الاحظ ان الكتاب والصحافيين لا يعرفون الاجابات ، ثم ايقنت ان جميع الوزراء لا يعرفون الاجابات ، ثم كانت الصدمة اكبر حين اتضح لنا ان الفصائل لا تعرف الاجابات ، وان لا احد فينا يعرف الاجابات بشكل قاطع مانع وذلك لفقدان الاستراتيجية السياسية ، ورغم اننا نشاهد كثيرا على شاشات التلفاز ضيوفا من قبيل المفكر العربي والخبير الاستراتيجي والمخطط وشاهد على العصر وشاهد على العصور والمحلل الكبير والعلّامة فلان والنابغة علان ... الا اننا في كل يوم نزداد حيرة ، وابو علاء قريع الذي اقنعنا بكل سهولة باتفاقية اوسلو وحل الدولتين ، ها هو يقنعنا بكل يسر وتؤدة بفشل حل الدولتين !! فماذا نقول وماذا نفعل ؟ ولم يبق لنا الا ان نتمسك بناصية العلم والثقافة والتعليم . فهو الامر الوحيد الذي لا يستطيع الاحتلال ان يجردنا منه ...