نشر بتاريخ: 12/04/2012 ( آخر تحديث: 15/04/2012 الساعة: 23:02 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - مع دخول الولايات المتحدة اوج فترة الانتخابات التي ستقع بعد خمسة شهور ، ومع استعداد اسرائيل لبدء انتخاباتها بعد خمسة شهور ، يكون على العالم العربي اضاعة سنتين كل اربع سنوات في الاهتمام بهذه الانتخابات وكأنها سوف تضيف له شيئا مهما او انها ستؤثر في مستوى حياته .
ومع دخول الربيع العربي حالة المواجهة المسلحة والتفجيرات والمدافع مثل سوريا وليبيا واليمن والصومال وحتى الطوارق العرب في مالي ، ودخول ايران في حالة الدفاع عن النفس ، وتركيا في حالة اعادة الحسابات من جديد ... تكون القضية الفلسطية بأمس الحاجة الى عدم الانتظار والى ركوب امواج التحدي واستلهام الافكار ، فالانتظار وحده لن يدفع اسرائيل الا الى مزيد من الاستيطان والتهويد والاستخفاف بالشعب الفلسطيني ودولته .
وبينما تعيش الدول العربية الغنية حالة غرور لم يسبق لها مثيل وتعتقد ان الجزية التي تدفعها الدول العربية لامريكا يمكن ان تجيب على اسئلة المستقبل ثقافيا وسياسيا وبنيويا ، تعيش الدول الفقيرة حالة من النكران وتدخل في مشهد ديماغوجي يجعل انجازات الثورة ومفاهيمها في خطر التاّكل .
ومع الاحترام لفلسطين ولبنان والبحرين ولكل الدول العربية الاخرى ، فان اي مشروع عربي ريادي معاصر ، لن يكتب له النجاح من دون مصر ، وبينما العراق تسعف جراحها وسوريا تنزف والسعودية تعتكف فان اي شئ لن يكون واضح قبل ان تتضح الامور في مصر . وطالما ان مصر تعيش المخاض الثوري فان طلق الولادة سيسمع في كل العواصم العربية ، وليس من المبالغ ان نقول ان اسرائيل وامريكا لا تكترثان لاي مشهد عربي مثلما تكترثان بمصر ونتائج ثورتها .
في الشارع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وحتى في الشتات ، ترى المواطن يسأل كل يوم : والى اين نحن ذاهبون ؟
و"يعجبني " كثيرا ان بعض المسؤولين والمثقفين والسياسيين يبتسمون في اشارة الى انهم يعلمون علم اليقين الى اين تذهب الامور ويبدأون بوضع السيناريوهات المختلفة . في حين تقول الوقائع ان الحلول غير متوفرة وان الامور في غاية الجمود والتعقيد ... او ربما هم لا يدركون ان احدا لا يعرف الى اين ستذهب الامور لان عوامل الاجابة متحركة وغير ثابتة ويمكن ان تجنح الى اي اتجاه وفق اي تصور . يمكن ان تجنح الى عودة المفاوضات او الى عودة الصفقات الدولية او الى عودة المواجهات والحرب !!
وانا لا ارى ان القيادة الفلسطينية تملك الان اي خيار سوى ان يتوجه الرئيس ابو مازن في سبتمبر القادم الى الامم المتحدة مرة اخرى ، وهذه المرة الى الجمعية العامة وليس الى مجلس الامن ، وحينها ستحصل فلسطين على 140 صوت على ان فلسطين دولة وعاصمتها القدس وانها حقيقة مؤجلة رغم انف الاحتلال واعوانه .
والى ذلك الحين مطلوب الاهتمام أكثر بالجامعات والمدارس والمصانع والمزارع والمشاريع الصغيرة التي تساعد المواطن على الصمود والتركيز على المواطنة وحسن الادارة والتعليم ..