نشر بتاريخ: 13/05/2012 ( آخر تحديث: 16/05/2012 الساعة: 13:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - بثّت قناة العربية الاماراتية ليلة السبت لقاء حصريا هو الحلقة الاولى من سلسلة حلقات مع مسؤول المال السابق ومستشار الرئيس المؤسس ياسر عرفات ، وقد اثارت رغبة محمد رشيد الظهور على الملأ وقول اشياء كثيرة شهية المشاهدين لمشاهدة الامر ..
وقد بدا محمد رشيد مدركا لما يقول ، واعيا لتسلسل الاحداث وغير منفعل ، حافظ على رباطة جأشه واستطاع ان يوصل رسائل عدة منها سياسية ومنها مالية ، لكن الامر الذي لم يعرفه المشاهد : لماذا عاد محمد رشيد ليقول ما قال ؟
فقد اختفى محمد رشيد " المعروف ايضا خالد اسلام " فور وفاة الزعيم عرفات ، وبعد ان لعلعت الفضائيات العربية باسمه انه كاتم اسرار المال عند ابو عمار ، راح بعض قادة فتح يطالبه باعادة " المليارات " التي اوكله عرفات بادارتها وتشغيلها في ارجاء العالم ، بينها استثمارات الكازينو في اريحا ومشاريع لا حصر لها في الداخل والخارج .
الا ان هذا الملف جرى تسويته مع القيادة الجديدة من خلال جلسات معقدة وجرى تسوية الامر او هكذا قيل انه جرى تسوية الامر رغم ان العديد من الفلسطينيين لا يزالون يرون ان محمد رشيد يملك الكثير من مفاتيح المال السابق ، وقد يكون ان الوضع المالي السئ للسلطة يدفع الناس للاعتقاد المذكور تماما مثلما يقوم الرجل المفلس باستذكار ديونه السابقة والبحث في " الدفاتر القديمة " .
ولكن الجديد في الامر ان السلطة لم تبحث في "الدفاتر القديمة " الخاصة بمحمد رشيد وطوت صفحتها ، الا ان محمد رشيد هو الذي خرج على الناس مرة اخرى بعد 7 سنوات وقال انه سينشر روايته ، او اعترافاته ، او اقواله على القراء والمشاهدين .فهل يبحث عن الشهرة والاضواء ؟ ام يشتاق للعودة الى حضن القيادة الفلسطينية ام ان لديه فعلا ما يفيد الجمهور ؟
وبعد سلسة مقالات نشرتها وسائل الاعلام وبينها معا ، جاءت الحلقة على العربية وقد بدا محمد رشيد كعادته ذكيا ومسيطرا على الكلام ، ورغم محاولات استفزاز المذيع له الا انه عرف كيف يقدّم نفسه ويجعل الحلقة ممتعة ولصالح القضية الفلسطينية ، ومن بين " الاسرار " التي كشفها محمد رشيد في هذا الحلقة :
* انه كان في الحزب الشيوعي العراقي وسافر الى اوروبا الشرقية ومن هناك الى بيروت عام 1978 حيث عمل في معسكرات اليسار قبل ان يدخل عالم الصحافة .
* انه نصف فلسطيني فقد تزوج من فلسطينية والفلسطينيون اخوال اولاده شاء من شاء ورغب من رغب فهذه الان حقيقة .
* انه تعرف على ابو جهاد عام 1980 كمراسل صحافي يعمل في وكالة انباء الشرق الاوسط تحت ادارة وزير الاعلام السابق صالح القلاب ، ومن هناك الى صحف الخليج .
* ابو جهاد استقربه واخذه معه الى طرابلس وهناك قابل عرفات ، وقد شن محمد رشيد هجوما عنيفا وشديدا على النظام السوري لانه كان يقتل ويقصف الفلسطينيين .
* عرفات كان لا يخشى حافظ الاسد وحين طرده حافظ الاسد من دمشق ، ذهب الى المطار وكان جميع قادة الفصائل متواجدون وعلى رأسهم جوج حبش ، فقال عرفات لضابط مخابرات سوري : قول لحافظ الاسد ان املك حق سوريا اكثر منه .
* حافظ محمد رشيد على دبلوماسية عالية ومسافة تمنع الاصطدام مع القيادة الحالية للمنظمة ، ولم يأت على ذكرها الا بالخير ودافع عن القادة وشرفهم الوطني وقال انه يفخر انه كمواطن عراقي خدم في صفوف الثورة الفلسطينية ، مثله مثل المناضل العراقي قيس ابو ليلى ومثل المناضل الاردني نايف حواتمة .
* كشف محمد رشيد ان وزير الدفاع السوري مصطفى طلاش كان يأخذ خاوة من ابو جهاد ، عن طريق الادعاء انه يريد عمل فلم عن دلال المغربي وان ابو جاهد كان يضطر لاعطائه المال من شدة الاحراج والخجل ولم تصدق الثورة ان وزير دفاع سوريا يطلب رشوة .
* كشف محمد رشيد ان اول اتصال له مع الاسرائيليين كان مع الصحافي اليهودي الفرنسي امنون كابليوك وان عيزر وايزمان حاول الاتصال برقم منزل كابليوك 17 مرة وترك له رسائل على المجيب الالي لتحذير ابو جهاد ان وحدة كوماندوز اسرائيلية في طريقها لاغتياله الا ان كابليوك لم يكن بالمنزل ولم يسمع الرسائل الا بعد تنفيذ عملية الاغتيال عام 1988 .
*استعان محمد رشيد بنبيل ابو ردينة وياسر عبد ربه وقال اكثر من مرة اسالوا نبيل ابو ردينة فقد كان موجودا حينها ، ما يدل على انه يحاول نفي اكثر من رواية منشورة حول وجوده الى جانب قيادة الثورة .
* قال محمد رشيد انه قبل العام 1993 لم يكن لديه اي مسؤولية مالية وان ابو عمار كلفه باملهام المالية بعد 1994 اي بعد دخول السلطة لفلسطين وان ابو عمار وابو جهاد لم يكونا على خلاف بل ان ابو جهاد لم يكن يسمح لاحد ان يعرف او ان يتدخل باي خلاف بينه وبين عرفات .
* نقاط القوة في مقابلة محمد رشيد قوله ( انني تواجدت الى جانب القيادة الفلسطينية بالصدفة وانا شخص عادي لكن الصدفة جمعتني بقادة تاريخيين اسطوريين كهؤلاء القادة ) . ولم يحاول ان " ينفخ " في حضوره بل حاول مرارا تقليل اهميته ما اعطاه مصداقية وتواضع . ولكن سنرى ماذا سيقول في الحلقات القادمة وهل جاء حضوره لخدمة القضية الفلسطينية ام لغاية لا نعرفها حتى الان ؟؟؟؟؟
* نقاط الضعف في مقابلة محمد رشيد هو عدم وجود طرف فلسطيني ثاني لتأكيد او نفي روايته حول كل شئ ... لكن الامر لا يزال في بدايته .