نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 06/07/2014 الساعة: 13:48 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - منذ صفقة شاليط قبل نحو 5 اشهر وحتى اليوم يضغط الرئيس ابو مازن على الادارة الامريكية لاقناع اسرائيل باطلاق سراح 1500 اسير وعودة المبعدين كبادرة حسن نية لترطيب الاجواء ، الا ان اسرائيل قررت اعادة جثامين نحو 100 شهيد من مقبرة الارقام . وعلى الفور اعلنت وزيرة خارجية امريكا انها بادرة طيبة من اسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات !!
ولعل هذه الحكاية تعبّر عن واقع المفاوضات في كل المسارات السياسية والاقتصادية وغيرها، وبينما يمضي الفلسطينيون وقتا هائلا في صياغة طلب محدد ترى ان اسرائيل تعلن من جانبها خطوات اخرى مفاجئة في مسار اخر مختلف تماما عن موضوع المفاوضات.
القيادة الفلسطينية تمضي منذ 2008 وقتا وجهدا هائلين في موضوع التوجه للامم المتحدة وانتزاع مكانة دولة، واذا باسرائيل وعلى الطريقة الشارونية تعلن رغبتها دراسة امر الانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية !! فهل نصدق هذا الكلام ؟
الاجابة نعم، انا اصدق هذا الكلام وان اسرائيل فعلا ستقوم بتنفيذ خطوات احادية الجانب في السنتين القادمتين من اجل سلخ الضفة الغربية عن القدس تماما واستكمال تهويد العاصمة المحتلة ... وبينما تتنافس حماس مع فتح على انتخابات البلديات والجامعات تكون اسرائيل اعلنت للعالم انها نفّذت انسحابا من باقي الاراضي الفلسطينية اسوة بما فعلت بقطاع غزة عام 2005.
وعن شكل الانسحاب من الضفة، يبدو ان الامر سيكون مجرد عملية اعادة انتشار لقوات الاحتلال حول المدن والحدود ، لا سيما وان المستوطنات اليهودية باقية في الضفة الغربية واراضي غور الاردن باقية تحت حراسة الاحتلال وبالتالي سيبقى الجيش الاسرائيلي لحمايتها وبالتالي ستبقى الخدمات الاسرائيلية تسيطر على المياه والكهرباء ونقل البضائع وصولا الى الطرقات والشوارع والمفترقات والمدارس والجامعات .
ان ما سيحدث خلال السنتين القادمتين هو عملية منظمة لتحويل السلطة الفلسطينية وحكومة غزة الى بلديات خدماتية بمساعدات دولية ، وان موفاز كتلميذ نجيب لارئيل شارون عازم بل وقادر على تنفيذ ما تبقى من خطة شارون التي نصّت على القيام بخطوات احادية اسرائيلية من اجل الابتعاد عن السكان الفلسطينيين وتركهم لوحدهم يحلّون مشاكلهم وخلافاتهم في حين تواصل اسرائيل السعي من اجل الحصول على دولة يهودية صغيرة وذكية وغنية لا تشبه العالم الثالث بعدد اكبر من اليهود واقل عدد ممكن من العرب .
ان اعادة نشر قوات الاحتلال في الضفة ستجد صدى واسعا وقبولا كبيرا من جانب الولايات المتحدة واوروبا وكثير من دول المحور الامريكي في العالم والتي ستنظر اليها باعتبارها انسحابا اسرائيليا من الاراضي المحتلة ، وطالما ان اداء الفلسطينيين يحافظ على هذا المستوى المنخفض من التخطيط والكثير من الشجب فان الامور لا تبشر بخير الا في حال استطعنا خلق مقاومة شعبية وبمساعدة دولية عالمية لاجبار الاحتلال على تنفيذ القرارات الدولية .