نشر بتاريخ: 17/08/2012 ( آخر تحديث: 22/08/2012 الساعة: 21:23 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - بحكم مهنتي ، يجب ان اتابع ما يكتبه المستشار الاقتصادي السابق للرئيس عرفات ، وانا اقرأ جميع مقالاته بكل موضوعية ورغبة في المعرفة والتعلم ، وقد شاهدت سلسلة المقابلات التي اجرتها معه قناة العربية . والاحظ مؤخرا ان الرجل انحرف عن التلقائية واصبح " صاحب هوى " ، اي ان بداخله غضبا شديدا على القيادة الفلسطينية الحالية ولديه غاية لتحطيمها والانتقام منها لاسباب شخصية ، وبناء على ذلك صار يكتب . والفرق بين شاهد على العصر وبين شخص يعصر عقله وكل امكانياته لكتابة عصر ، فرق كبير .
محمد دحلان اذكى بكثير من خالد سلام ، لان محمد دحلان شاهد على العصر ، بل انه مخزن اسرار ملئ بالمعلومات ـ ولو اراد ان يقول ما يعرف لقلب طاولات كثيرة ، منها طاولات فلسطينية وطاولات حزبية وطاولات تنظيمية وطاولات اقليمية ودولية ، لكنه فضَل الصمت كأي محترف سياسي ، وتلقى الطعنات من كل الاتجاهات ولم ينبس ببنت شفة وان كان في لحظة غضب هدّد بذلك الا انه لم يفعل . وحين هاجمت حماس منزله وحكمت عليه بالاعدام كنا نجلس معه في رام الله ، ونحاول ان ندفعه لكشف المزيد من اسرار غزة الا انه كان حذرا ، وكان يرد على السؤال بسؤال وفي بعض الحالات كان يرد بقسوة على الصحافيين ويزجرهم .
اما خالد اسلام فاظهر من خلال المقالة الاخيرة التي يتحدث فيها عن فياض وابو ماهر غنيم وقريع ورمزي خوري وابو مازن ، وكأنه يقول للقارئ ( عليّ وعلى اعدائي ) وانه " سيحرق كل مخازن المعلومات لينجو من تهمة سرقة كرتونة واحدة ". السلطة اتهمته بسرقة المال ، وقد تكون السلطة مخطئة وقد تكون مصيبة ، لكن رده على ذلك يشبه رد ضابط في الامن طرده الجهاز فصار كل اسبوع يكتب مقالة من اجل غاية واحدة وهي تحطيم كل المقدسات وتخطي كل الخطوط الحمراء .
انا لم يعجبني الكثير من قرارات القيادة والتنظيمات في السنوات الاخيرة ،ولم يعجبني طريقة محاكمة خالد سلام بهذا الشكل التلفزيوني وفي هذا الوقت بالذات ، لم يعجبني قرار فصل القيادي سمير المشهرواي واراه ظلما بحق الرجل ، لم يعجبني المبالغة في ملاحقة دحلان وتحويل الامر الى مسلسل لا ينتهي ، لم يعجبني قرار تشكيل هيئة لمكافحة الفساد خارج عن اطار المجلس التشريعي ، فالرقابة على السلطة من مهام البرلمان وليس من مهام الاخ العفيف ابو شاكر الذي له مكانة عالية في نفوسنا . لم يعجبني قرارات ارتجالية كثيرة تأخذها حكومة غزة بدء من احكام الاعدام ومرورا بقرارات تمنع المصالحة ، ولكن كل هذا في اطار حماية المشروع الوطني والاجتهاد .
اما خالد اسلام ، والمفترض انه رجل محلّف ومؤتمن ، فقد نصّب نفسه من خلال مقالاته انه الرجل الامين على قضية الشعب الفلسطيني وأنه رئيس لجنة التحقيق في وفاة الزعيم عرفات ، ويتساءل بغضب في مقالته : لماذا يسكت القادة في رام الله كل هذه السنوات ؟
مع اننا نحن الذين يجب ان نسأل خالد اسلام : لماذا تسكت أنت كل هذه السنوات ؟؟؟ ولماذا عدت الان ؟؟ ولماذا لم تبدأ بنشر كتاباتك فور دفن الرعيم وهو الذي كان الى جانب الزعيم في اخر ايام حياته ليل نهار ؟؟؟؟
الصحافيون الفلسطينيون اصحاب كفاءات مهنية عالية ومشهود لهم عالميا واقليميا ، والصحافة الفلسطينية من اكثر وسائل الاعلام العربية انفتاحا وديموقراطية ، كما ان الزملاء الصحافيين في غزة ورام الله والقدس لديهم القدرة على محاججة ومناظرة المسؤولين بكل كفاءة ... ويستطيع خالد اسلام من خلال خبرته ان يدرك قيمة ان يجتمع بالصحافيين الفلسطينيين في اي مكان يريده ، وان يظهر امام الزملاء من جميع مشارب الصحافة الفلسطينية قرائنه وحججه ، وان نسأله كل ما نريد وان يجيب هو كما يريد . وليس ان يكتب مذكراته عبر صفحة الكترونية ويعتقد انه بهذه الطريقة يكتب التاريخ .
يا خالد .... اعلم انك لست زورو ، ولست امير الصعاليك عروة بن الورد . ولا نحن شهود الزور لكل حقبة ، ولغاية الان لم تتدخل الصحافة الفلسطينية في قصتك ، ولم يصدر عن النقابة او وزارة الاعلام او اي زميل ، اي موقف سلبي ضدك ، بل ان نقيب الموظفين زكارنة دعاك القدوم الى رام الله وان الجميع سيضمن لك طيب اللقاء والاحترام والمحاكمة العادلة بشهادة الصحافة الفلسطينية ، وهي فرصتك الان لتكتب بمهنية عن فلسطين وعن قيادات فلسطين وعن تنظيمات فلسطين وعن تاريخنا وتاريخ اباء الثورة الفلسطينية من دون حقد او غلّ او غمز في قناة امراء منظمة التحرير ... او تسكت .