نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 10/09/2012 الساعة: 12:12 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - مع انتشار موجة الاحتجاجات والتظاهرات في مدن الضفة الغربية ، يبدو واضحا فشل نظرية نتانياهو ( الحل الاقتصادي) وانه هو الذي جعل رام الله تزدهر واهلها يسوقون سيارات "الهونداي" و" الكيا" ، وكان نتانياهو القى كلمته في شهر ايلول الماضي في الامم المتحدة وقال فيها : ان حكومته خططت وادارت عملية الاقتصاد ودخول الاموال والبضائع للضفة الغربية بشكل جعل الضفة ناجحة واّمنة . بل ان معلوماتنا تؤكد ان خطابه المفترض بعد اسبوعين في مقر الامم المتحدة في نيويورك كان يفترض ان يحمل نفس الكلام في ذات الاتجاه .
ولكن نتانياهو نسي امرا مهما ، ان الشعب الفلسطيني يبحث عن حرية وكرامة وليس فقط عن قرض من البنك وتلفزيون بلازما وثلاجة 12 قدم ، وان ما يراه العالم في رام الله ومدن الضفة هو مقطع مجتزء من مسرحية هزلية لا تمثل الازدهار الاقتصادي بل تمثل العبودية الاقتصادية البحتة .فكل شاردة وواردة يجب ان تمر من تحت طاولة الضرائب الاسرائيلية وكل علبة سجائر تدخل الينا يجب ان تمر من فوق طاولة الجمارك الاسرائيلية . كما ان اسرائيل تجبر الفلسطينيين على حمل عملتها " الشيكل " وان نتداول فئاتها النقدية وان نستهلك بضائعها ونخضع لقوانينها ودباباتها ولكنها ترفض ان تساويها بالاجور والمستحقات وحقوق العمل والضمان الاجتماعي والحماية الطبية !!!
لسنا نحن الذين قلنا ان وضع الفلسطينيين في الضفة " ممتاز " اقتصاديا بل نتانياهو ، وهو ايضا الذي قال ان وضع الاسرائيليين الاقصتادي ممتاز فقام اليهودي سلمون باحراق نفسه ومات وحاول خمسة اسرائيليين احراق انفسهم لاحقا من شدة السغبة .
اما حكوماتنا فقد نصحناها الا تصدق الوعود الاسرائيلية او المعادية لاسرائيل ، والا تثق بالوعود الدولية الغربية او الشرقية وان تثق بشعبها فقط ، ولكن حكومة غزة صدّقت ان الانفاق تصنع دولة ، وحكومة الضفة صدّقت ان العرب سيردفونها بالمليارات وان امريكا والغرب سوف تجعل من فلسطين سنغافورة او هونج كونغ ولم يضعوا اي احتمال انهم يصنعون منا صومالا جديدا . وبالتالي فان حكوماتنا متهمة ببيع الوهم لانفسهم وللمواطن ،وليس اكثر من ذلك فنحن نعرف ان رؤساء الوزرات لا يعرفون اكثر منا ولا يقدرون اكثر منا .
وفي حال استمرت التظاهرات بشكل اعنف واقوى فان السلطة ستنهار ولن تصمد كثيرا ، وسيكون امام الربيع الفلسطيني خياران فقط ، اما العودة لحكم الادارة المدنية للاحتلال واما العصيان المدني ... وجميعنا يعرف ان محاولة البعض الحديث عن اعادة الضفة للاردن وقطاع غزة الى مصر مجرد اوهام ، فالاردن لن يعيد الضفة ومصر لن تعيد القطاع ، وانما يبقى عودة الادارة المدنية وحينها سنكون كمن عدنا الى العبودية عن طيب خاطر ، وتعود الادارة المدنية تقرر حسن السلوك الوظيفي لكل شاب .
الخيار الاخر هو عصيان مدني فتدخل البلاد في هرج ومرج وتهرب البنوك والاستثمارات وتتعطل الحياة ونعود الى عام 1988 ، ونبدأ المشوار مرة اخرى وهو خيار لا يعرف احد الى اين سيقود شعبنا في الارض المحتلة .
الموقف صعب ، ونتنياهو يفاخر ان الموظف الفلسطيني في السلطة لديه ثلاجة 12 قدم استدانها من البنك ، ولديه ايضا 12 ولد ، ولكن الثلاجة فارغة ولا يوجد بداخلها طعام ... قدمي في ... الثلاجة 12 قدم .