الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سقطت سوريا ولم يسقط الاسد ......

نشر بتاريخ: 03/10/2012 ( آخر تحديث: 06/10/2012 الساعة: 20:29 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - انشغل العالم في طرح سؤال اذا كان يسقط الرئيس السوري بشار الاسد او لا يسقط ؟ وراح البعض يتوقع سقوطه ويستعجل الامر حتى قال وزير خارجية دولة خليجية ان سقوطه محتم قبل نهاية العام 2011 ، ولكننا في نهاية العام 2012 ولم يسقط بعد !!! بل انهم شكّكوا بوطنية واخلاق من لا يقف معهم ويصطف الى جانب رأيهم .

وراح البعض يستحيل سقوط الرئيس الاسد مهما كان الامر ، وصولا الى اعلى درجات التأييد والحشد وتخوين من لا يتفق معهم في وجهة نظرهم . ما افقد الحراك الشعبي العربي قيمته الفلسفية ، وادخل المنطقة في اتّون الصراع الطائفي مرة ، والايديولوجي مرة اخرى . ففتحت الابواب مشرعة امام المرتزقة والعصابات والمخابرات العالمية وصائدو الكنوز للدخول واللعب في ملعب هذا او ملعب ذاك .

وبعد نحو 20 شهرا من التفجيرات والقصف المدفعي والذبح وتدمير سوريا ، لم يعد السؤال اذا كان الرئيس الاسد يبقى او يسقط ، او اذا كانت وجهة نظر قطر والسعودية ومصر وامريكا صحيحة ام لا ، او اذا كانت ايران وحزب الله ولبنان وفنزويلا اصابت او اخطأت .. بل ان السؤال الان هو كيف نوقف نزيف الشعب السوري ؟ وكيف نهرول باتجاه مساعدة مئات الاف اللاجئين السوريين من نساء واطفال وجرحى هربوا الى الصحراء الاردنية او الى الجبال التركية الباردة ؟

كيف نوقف هدم المدن والاثار والمدارس والمؤسسات وان نمنع تحطيم حضارة سوريا العظيمة ؟ كيف نعيد طفل الى مدرسته وام الى منزلها ورجل الى وظيفته وفلاح الى حقله وعامل الى مصنعه ؟ كيف نمنع جندي سوري من قتل جندي سوري اخر وبأبشع الصور ؟ كيف يكون لدينا قائد عربي جرئ لا ينتظر هيلاري كلينتون لتسمح او لا تسمح باستمرار القتل .

لا يهمني اذا سقط الاسد او لم يسقط ... يهمني اذا نستطيع ان نحمي سوريا او لا نستطيع . وان على كل مثقف عربي ومواطن وصحافي ان يقول رأيه وان لا ينتظر الموقف الرسمي من دولته او من البيت الابيض والديوان الاميري كي يعرف ما معنى ان يبكي طفل سوري مضرج بالدماء على شاشات التلفزة في العالم وهو يبحث عن عائلته .

كتب غسان كنفاني ذات يوم : كل دموع العالم لا تكفي لحمل قارب يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود .