نشر بتاريخ: 16/10/2012 ( آخر تحديث: 20/10/2012 الساعة: 20:59 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - على شاشة التلفزيون الاسرائيلي كان يجلس في استوديو القناة العاشرة الصحافيان موتي كيرشنباوم ورفيف دروكر ، وحين بثّت القناة مقطع صغير من فلم بلعين ، اوقف رفيف دروكر البث وقال للسنمائي اليهودي الذي اعدّ الفلم : ما هذا الفلم ؟ انني اشعر بالخجل لانني اسرائيلي !!!
اما نحن الضحايا ، فلا يجب ان نجلد ذواتنا ، ويجب ان نقول بكل فخر وتيه : ارفع رأسك انت فلسطيني ، ونستطيع ان نرفع رؤوسنا امام اولادنا وامام احرار العالم . فنحن الشعب الذي تحدّى الاحتلال وصبر وصمد وعضّ على جراحه مئة عام كاملة .. وليس من اللائق ان نقسو على انفسنا ونعذّب ضمائرنا بحجة حساب الذات ، فليس هنالك احد في هذا العالم يحق له ان يلوم الضحية وان يطلب منها الدفاع عن نفسها .
وقد بدا الرئيس عباس في العام المنصرم اكثر تكتما لكنه اكثر وضوحا ، وان قل كلامه وحديثه مع الصحافيين الا انه وضع العالم في زاوية حرجة ، وبتسارع غريب الحّ على سؤال واحد اربك فيه الامريكان والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العظمى . هل تريدون خيار الدولتين ؟ واذا كانت الاجابة نعم فيجب التنفيذ الفوري .
في البيت الابيض امام اوباما ، وفي الامم المتحدة امام بين كي مون ، وفي الاتحاد الاوروبي امام ميركيل وهولاند ، وفي القاهرة امام مرسي ، وفي قطر امام القرضاوي ، وفي رام الله امام خالدة جرار . لم يغيّر موقفه ولم يتلوّن بل ظل يقول : نريد دولة معترف فيها من الامم المتحدة ومن دون عنف او عمليات تفجير ولا اطلاق نار ولا ديناميت ، نريد دولة حضارية انسانية قابلة للحياة وللكرامة وتعترف فيها دول العالم وعلى رأسها اسرائيل .
الامر بدا مضحكا في البداية ، ثم اصبح جديا ، ثم اصبح مبكيا ، ثم اصبح مصيريا ، ثم سننتصر . ومن باب التذكير نكرر عبارة داعية اللاعنف الاكبر غاندي ( في البداية يسخرون منك ثم يتجاهلونك ثم يحاربونك ثم تنتصر ) . وفي البداية سخر الجميع من ابو مازن ، ثم تجاهلوه ، ثم حاربوه ، ولاحقا سنتصر .
الولايات المتحدة الامريكية تهيمن على العالم ، وتسطو على قرار الدول ، وحين شاهدنا دول كبيرة ولها وزنها واسمها العريق ترتعد خوفا من السفير الامريكي ولا تجرؤ على التصويت لصالح فلسطين ، عرفنا اننا على حق ، وان التاريخ يشرّفنا ان نكون اصغير دولة محتلة في العالم ، وافقر دولة في العالم ولكننا الوحيدون الذين يجرؤون ان يقولوا لا للولايات المتحدة ، وان يقولوا لوزيرة خارجيتها مليون لا حين يتعلق الامر بالقدس . وان صائب عريقات يقف في البيت الابيض ويقول شعبي يرفض المماطلة وانا ارفض قرار امريكا وهو ما لا يجرؤ زعماء دول غنية وقوية ان يفكروا في قوله .
واعرف تماما واعترف ان عدم ايمان ابو مازن بالعنف الثوري ، يقهر قلوب شبابنا الصغار وجنودنا وثوارنا ويحطّم معنويات القتال عندهم . لكن الامر ليس هكذا فقط . فالمعركة سياسية بامتياز ، واسرائيل ستدرك لاحقا ان توجه فلسطين للامم المتحدة سيكون اكبر حدث تاريخي في سياسة الشرق الاوسط منذ قرن .
وكما ارتعبت امريكا ان تستخدم الفيتو ضد دولة فلسطين وراحت تتوسل كولومبيا وغيرها ان تصوّت ضدنا ، فان عليها وعلى الامم المتحدة ان يبللوا سراويلهم خوفا من النتيجة القادمة . فاذا صوّتت الامم المتحدة ضد دولة فلسطين هذه المرة ستندم امريكا على هذا القرار لمئة عام قادمة وستعرف شعوب العالم ان الامم المتحدة انتهت وتحطّمت وانها مجرد خردة في مخازن شركات السلاح الامريكي . ويجوز لنا ان نقرأ الفاتحة على روحها ، وان نكتب ونقول لشعوب الارض : عظّم الله اجركم . لانها فشلت امام اعدل قضية في العصر الحديث .