الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بنك الاهداف في غزة سيكلفنا 400 مليون دولار ويجعل غزة مثل كابول

نشر بتاريخ: 13/11/2012 ( آخر تحديث: 17/11/2012 الساعة: 14:20 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- لا يوجد اي جنرال في اسرائيل يجرؤ على القول ان اي عدوان جديد على غزة سيحل مشكلة الصواريخ ويؤمن حماية لمستوطنات النقب، فلا القبة الحديدية ولا صواريخ اريحا ولا الباتريوت ولا الاجتياح البري يمكن ان يجعل غزة عاجزة عن المقاومة، ولو جرّدت اسرائيل كلّ جيشها لاعادة احتلال غزة لغرقت في حرب استنزاف تشبه تلك التي غرق فيها الجيش الامريكي في الفالوجة.

وعلى هذا الاساس يكون اي عدوان اسرائيلي جديد على قطاع غزة في اطار الانتقام، وفي اطار محاولة الحاق اكبر اذى مادي ونفسي بسكان القطاع. وقياسا مع الحرب الاسرائيلية على غزة عام 2008 والتي كلفت اسرائيل يوميا 20 مليون دولار وكلفت غزة يوميا مائة مليون دولار فان اي هجوم محدود على قطاع غزة يستمر لمدة اربعة ايام فقط سيكلّف سكان القطاع المحاصرين نحو نصف مليار دولار وهو ما يفوق المبلغ الذي تبرعت به قطر للشعب الفلسطيني هناك. وهو الامر الذي قهر تل ابيب ودفعها للاحتجاج ضده حتى ان شمعون بيريس شخصيا غضب من دخول المبلغ لسكان القطاع المحاصرين.

وتكفي نظرة عابرة لبنك الاهداف الذي تسرّب عن اجتماع رئاسة الاركان في اسرائيل للتأكد ان الاهداف الثمانية هي اهداف اقتصادية وليست غير ذلك، وتماما مثلما تعمّدت اسرائيل ضرب الاقتصاد اللبناني والمطار والجسور في حرب 2006، تتعمّد اسرائيل من خلال بنك اهدافها اصابة الاقتصاد الفلسطيني في غزة بطعنة نجلاء في الظهر.....

قصف الممتلكات والمكاتب الحكومية التي بناها عرفات قبل العام 2000 سيكون الهدف الاول لاسرائيل، وبعد ان قصف شارون مطار الدهنية الذي افتتحه الرئيس الامريكي بيل كلينتون وزوجته هيلاري والميناء الذي بناه الاوروبيون والمطاحن والمباني والمروحيات وغيرها، تريد حكومة اسرائيل بعد عشر سنوات استكمال الدمار لتحويل غزة الى كابول ثانية.

وفي بنك الاهداف هدم المنازل وتدمير الممتلكات وقصف محولات الكهرباء والبنية التحتية ووقف المعابر وكلها اهداف اقتصادية، وتأتي بالتزامن مع دعوة وزراء اسرائيل الى قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ومنع تحويل اموال الضرائب لخزينتها.

اذن نحن امام حرب اقتصادية بكل معنى الكلمة.... ولسنا بححاجة لها، واتمنى ان تنجح الهدنة المصرية الجديدة وان تتوقف فصائل المقاومة فورا عن اطلاق الصواريخ لمنع اسرائيل من تنفيذ مخططها تدمير القطاع من جديد، ولكن وفي حال وقعت الحرب فإن المنطقة قادمة على حرب تخريب شاملة، وستكون اسرائيل اول من رسم السياسية الجديدة للتخريب الاقتصادي، وستعيش المنطقة عشرات السنوات نزيفا اقتصاديا لم يشهده الشرق منذ الغزو الصليبي قبل الف عام، وسيحاول كل طرف من الان فصاعدا انزال اكبر الخسائر الاقتصادية بالطرف الاخر عن طريق التخريب المتعمد، ما سيدفع المستثمرين للهرب والمانحين للتردد وللباحثين عن الانتقام ان يأخذوا فرصتهم النادرة في ايقاع اكبر ضرر اقتصادي بالطرف الاخر.