نشر بتاريخ: 28/11/2012 ( آخر تحديث: 30/11/2012 الساعة: 13:44 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - يوم الخميس 29 نوفمبر من هذا العام سيلقي الرئيس عباس كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة ويطلب من خلالها عضوية فلسطين في المحافل الدولية ، وباذن الله ان شعوب الارض ستقول كلمة حق مشرّفة لفلسطين واهلها الصابرين ، وهو ما سيجعل من القضية الفلسطينية قضية قانونية امام العالم ، ولن تعود قضية عاطفية فقط .
ويمكن تلخيص الامر بكل سهولة ، ان فلسطين حين تأخذ قرارا من هذا النوع ستكون قد حصلت على طابو الارض للدولة العتيدة ، وليس مجرد عقد خارجي كما كانت عليه اوسلو ، وبالتالي فان كل اراضي حدود 67 وما عليها من مباني ومستوطنات وشوارع ومشاريع ستكون حقا خالصا تاما لا نزاع قانوني عليه لصالح فلسطين وابنائها الى احفاد احفادهم ما بقي الدهر ، وان كل ما فعلته وتفعله اسرائيل في هذه الحدود ويشمل القدس ومستوطنات معاليه ادوميم وجيلو وسلوان والشخ جراح وبسجوت وغوش عتسيون ستكون ملكا خالصا لابناء فلسطين بحسب القانون الدولي . وهو ما جعل اسرائيل تلطم على خدها وتعرف ان نهاية الغطرسة التي مارستها بعد اوسلو ترتد على نحرها بشكل مباشر .
يوم الخميس ، سيكون من حق اي رئيس واية حكومة تفوز واي حزب يحكم فلسطين ان يجلس على عرش السلطة ويطالب العالم بالارض وما عليها وسيكون لزاما على العالم ان يرضح لهذا الطلب دون اية شروط باعتباره قانون مشروع ومتفق عليه في الامم المتحدة ولا جدال حوله .
معظم المسؤولين " الواقعيين " الذين نتحدث معهم يلقون بالا لليوم الذي سيلي يوم الاعتراف بدولة فلسطين ، وانا اعتقد ان هذا اليوم الذي سنحتفل فيه بسحب الاعتراف هو الاهم وهو الابقى وهو الذي يجب ان يلفت انتباهنا اكثر من اليوم الذي سيليه . ومن وجهة نظري ونحن هنا في نيويورك نرى عن قرب ماذا يقال وماذا لا يقال :
ما بعد الدولة ستتعرض القيادة الفلسطينية لضغوطات هائلة من اجل العودة للمفاوضات ، ويجب على الجميع وعلى رأسهم التنظيمات الفلسطينية ان تعلم ان القيادة قد ترضخ لهذه الضغوطات منعا للعقوبات الانتقامية التي يمكن ان تنزلها بنا الولايات المتحدة واسرائيل .
ما بعد الدولة ستتعرض القيادة الفلسطينية لضغوط غير مسبوقة من اجل منع فلسطين " العضو الجديد في الامم المتحدة " ان لا تمارس حقها في التوجه لمحكمة الجنايات الدولية من اجل مقاضاة زعماء وقادة الاحتلال . ولا استبعد ان توافق القيادة الفلسطينية على ذلك في اشارة الى الرغبة في تسوية الامر خارج النطاق القانوني ، اي صفقة المفاوضات والتي ان نجحت ستعطي فلسطين ان تقيم دولة وسلطة برضى وموافقة اسرائيل وان تتجنب ويلات الاصطدام والحصار مرة اخرى مرة اخرى .
ما بعد الدولة يمكن لفتح وحماس ان تحلا خلافاتهما مرة اخرى وبشكل كامل وان تعود المياه الى مجاريها ، وكلنا بات يعلم ان الوحدة الوطنية لا تحتاج الى اتفاق جديد بل الى قرارات صارمة من قيادات قوية وعنيدة تنشد الوحدة ولا تخشى في ذلك لومة لائم او مقالة حاقد او فيس بوك من فاشل او تغريدة من متهالك يلعب على شق الخلاف ويرضع الصديد من اطرافه الملتهبة .
ما بعد الدولة بحاجة الى مشاركة في الحكم وتوزيع المسؤوليات ان نكف عن مديح سلام فياض كلما نزل الراتب وان نهاجمه ونتظاهر ضده كلما تاخر الراتب ، فالوطن حقوق وواجبات وليس قفزة في المجهول متى اراد البعض لحسابات في هذه العاصمة او تلك .
ما بعد الدولة ، علينا ان نصحو من الغيبوبة الفكرية التي حلّت ببعضنا وان نعيد تقييم موقفنا السياسي والنضالي واداوت المعركة وان نتفق على الاستراتيجية مثلما التكتيك لننفض عن اكتافنا غبار اللوم وحسرة الندم .ويكفي ان اكشف لكم ان فلسطين وجّهت دعوات لوزراء 22 دولة عربية لحضور هذا اليوم التاريخي لكن احد منهم لم يحضر ولم يلب الدعوة سوى وزيرا خارجية تركيا واندونيسيا !!!!! بينما وعلى ذمتي انه لو دعي وزراء خارجية العرب جميعا لحضور حفلة عيد ميلاد زوج بنت هيلاري كلينتون لسارع 22 وزير خارجية ولبوّوا الدعوة .
لدينا طابو .... وبكل توضع علينا الاعتراف ان محمود عباس الذي لم يطلق ولا رصاصة او قذيفة ار بي جي في حياته نجح في انتزاع اهم وثيقة في تاريخ الصراع من المحافل الدولية ، وسيحفظ التاريخ لهذا الرجل ما فعله بكل عرفان ، وبقي لنا ان يتفق الورثة الشرعيون وامراء الحكم والسلطات وان ينصبوا محاميا ناجحا لاستكمال الاجراءات ... حتى نلتقي باذن الله في القدس وشوارع القدس ونحقق رؤية ياسر عرفات بدولة نباهي فيها الامم .