نشر بتاريخ: 19/12/2012 ( آخر تحديث: 22/12/2012 الساعة: 12:29 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- لا يبدو ان حال الامة بخير، فلا كانت بخير ايام القوميين والماركسيين والبروليتاريا الرثة، ولا هي بخير ايام الاخوان واصحاب الغاز والكاز في الثورات العربية الراهنة، ولا يزال المواطن هو الوجبة المفضلة على مائدة السياسيين، كما ان هيبة الحكم ولّت الى غير عودة، ولا يمكن اصلاح البلاد الا من خلال الاتفاق الوطني على اساس ان حزب واحد لا يمكن ان يحكم اي بلد وان على الجميع التقاسم النسبي والوظيفي في ذلك.
في المجتمع ورد العقاب والثواب في جميع الكتب السماوية والفلسفات الارضية ومعاجم الحكمة، فلا يجوز ان يستوي الناس جميعا، وحين يقال إن الناس متساوون فلا يقصد انهم متشابهون، وانما المقصود انه يحق لهم نفس الفرصة .. اما دون ذلك فلا يمكن مساواة الصالح بالطالح، والباني بالهادم، والمذل للمخس، والبطل بالجبان، والكريم بالبخيل، والمقدس بالمدنّس.
وفي العالم العربي لا يوجد عقاب ولا ثواب، فلا يجازى العلماء خيرا، ولا تجد ان من يقطع الاشارة وهي حمراء يتعرض لاية عقوبة .. وعلى العكس فقد يحصل الفاشل الفاسد الفاسق الغاصب على امتيازات اكبر من تلك التي يحصل عليها المجتهد الملتزم القانع، ولذلك لا غرو اننا في اسفل الهرم الغذائي للطغاة وسنبقى كذلك حتى نفرق بين المواطن الصالح وبين المواطن العاق المخرّب لانجازات الامة.
في السياسة نتنياهو لا يقوم بالتمثيل او الادعاء وانما هو مقتنع جدا من ناحية ايديولوجية وحتى اجتماعية انه لن ينسحب من الضفة الغربية طالما هو في الحكم، وقد ترددت اسرائيل ان تعلن ضم الضفة وتهدم السلطة ردا على الامم المتحدة وفي النهاية قررت الاستيطان بهذا الشكل وعدم المجاهرة بطرد ابو مازن حيث ان نتنياهو مقتنع انه لن يسمح بإقامة دولة غربي النهر ولن يترك غور الاردن بل شرع في اقامة مخطط كامل للاستيطان هناك ولذلك يخلي حقول الالغام ونتنياهو يريد فعلا ايصال رسالة للقيادة الفلسطينية ان تكتفي بمناطق الف "أ" الى اشعار اخر مقابل تسهيلات شكلية للسلطة وتنسيق امني اما مناطق سي "ج" هي مناطق العمل الاستيطاني في العشرين سنة القادمة وصولا الى الضم غير المعلن، ولا يزال الاسرائيليون يراهنون على تأييد امريكي كامل لكل خطواتهم ولن يزعجهم سوى امر واحد، والحل هو الرد على الرطل برطل ونصف، وعلينا اعلان سحب المبادرة العربية فورا ليعود كل شيئ الى نقطة البداية من جديد.
ابراج العام 2013 يحمل في بطنه جميع انواع السيناريوهات، وامامنا مفترق طرق علينا ان نضع دائرة حول الاجابة الصحيحة، ومن يقرأ تصريحات المسؤولين والصحافة الفلسطينية يعتقد اننا مخيّرون بين الكونفدرالية او ضم الضفة لاسرائيل او اقامة دولة حرة مستقلة !!!
وفي الحقيقة ليس امامنا سوى ان نجعل من 2013 عام الانجازات السياسية، وان نحذو حذو تجربة جنوب افريقيا في اللاعنف وبأٌقل خسائر ميدانية وان لا نسمح بعودة الاحتلال لاجتياح مدن الضفة او تدمير قطاع غزة.
الوحدة الوطنيةمن خلال معلوماتي كصحافي انصح المواطن الا يصدّق ان هناك وحدة وطنية حقيقية بين فتح وحماس الا اذا سمع في الاخبار انه تم الاتفاق على حكومة وحدة مهمتها تحديد موعد الانتخابات القادمة، وما دون ذلك فان كل ما يسمعه مجرّد مسكّنات، الهدف منها تضليل الجمهور لاطول فترة ممكنة.
الحكومة والراتبالحمد لله صاحب النعم، لدينا حكومتان تملئان الدنيا صراخا، ومن يسمع تصريحات الحكومة هنا او في غزة يعتقد انها حكومة ترقد على مليارات الدولارات وكارتيلات الصناعة، ولكننا نعلم جميعا ان الحكومتين تشحدان الملح، ولو ان سلام فياض لا يصرف ميزانية غزة كل شهر فإن شبكة الامان الاجتماعي في غزة ستنهار فورا، ولو ان امريكا ومن لف لفها لا تصرف ميزانية حكومة رام الله ( ويشمل حكومة غزة ) كل شهر لنهار المجتمع في الضفة، والجميل في الامر اننا اقنعنا أنفسنا ان جامعة الدول العربية تريد منح السلطة شبكة امان ضد امريكا واسرائيل.
وبصراحة الامر يدعو للضحك، لا بل يدعو للبكاء، بل يدعو للالم الشديد في البطن، جامعة الدول العربية ودول الخليج يريدون منح فلسطين شبكة امان مالي ضد امريكا واسرائيل، والله كبيرة .... اطلبولي 101 دخيل الله.