عدد المسيحيين الفلسطينيين 2 مليون وليس 200 الف

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - دأبت اسرائيل على القول ان عدد المسيحيين في فلسطين عدة عشرات من الالاف ، وتتعمّد ذلك استنادا الى واقع ما بعد الاحتلال ، تماما مثلما تفعل مع باقي الطوائف . نافية بذلك حقيقة ديموغرافية وجغرافية كاملة .

و المسيحي في امريكا هو مواطن امريكي وفي روسيا مواطن روسي وفي فلسطين فلسطيني وفي مصر مواطن مصري ، لكن المسيحي في اسرائيل ليس اسرائيليا ، بل هو غير يهودي ومواطن عربي من الدرجة الثالثة . فاليهودي هو الذي يولد لام يهودية ، اما الفلسطيني فهو من يولد لاب فلسطيني اسوة بكل شعوب العالم .

وبمناسبة اعياد الميلاد المجيدة نشرت دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية ما قالت انه ( معطيات حول مواطني الدولة المسيحيين ) . وأشارت الى ان عدد المسيحيين يبلغ حوالي مائة وثمانية وخمسين الفا مما يشكل اثنين بالمائة من مجموع مواطني الدولة العبرية .
وتدّعي اسرائيل ان 80% من المسيحيين هم مواطنون عرب أما الباقون فقدموا الى البلاد مع ابناء عائلاتهم من الاتحاد السوفياتي سابقا في اطار الهجرة من الاتحاد السوفييتي بداية التسعينيات .
اسرائيل تعمل على تقليل عدد اعداء المسيحيين لنهب اراضيهم ، فاراضي فلسطين التاريخية كانت معظمها مسجلة باسم الاوقاف الاسلامية او الكنيسة ، واسرائيل نهبت اراضي الكنيسة واولها قطعة الارض التي يقام عليها برلمان الكنيست واخرها اراضي دير كريمزان في بيت جالا والتي صودرت لبناء جدار ومستوطنات فوقها .

واستنادا الى الحقيقة التاريخية فان عدد المسيحيين الفلسطينيين يصل الى 2 مليون مسيحي من اصل 14 مليون فلسطيني يتواجدون هنا ، او شتّتهم الاحتلال والحروب والهجرات الى انحاء العالم . وبما ان الفلسطيني هو من ولد لاب فلسطيني ، فان الفلسطيني الموجود هنا او الذي شرّدته الحروب من ارضه هو مواطن فلسطيني ، وان المسيحيين الفلسطينيين الذين جابوا العالم بحثا عن عمل او هاجروا للدارسة والعلم وهربا من الحروب هم فلسطينيون اقحاح بموجب كل الاعراف الدولية .

ولو نظرنا الى تشيلي لوحدها لوجدنا هناك نحو 350 الف فلسطيني وفي البرازيل 200 الف وفي الدومينيكان نحو 70 الف وهكذا ، ومعظم هؤلاء الفلسطينيين هم مسيحيون ، ولو يقدر عددهم في امريكا الوسطى وكوبا وغواتيمالا ونيكاراجوا والسلفادور وبنما وعشرت الدول وصولا الى القارة الجنوبية حتى البرازيل وفي امريكيا الشمالية واوروبا وفي الاردن والعالم العربي بمليون ونصف نسمة سيكون عدد الفلسطينيين المسيحيين هنا وفي الخارج قربة مليونيين نسمة .

اما في السلفادور فيسكن نحو 60 الف فلسطيني معظمهم من بيت لحم ، وتمشي في شوارع العاصمة سان سلفادور فترى اسماء المحلات لعائلات تلحمية اصلية عريقة مثل قوّاس وحنضل والسقا وسلمان ، بل ان رئيس الدولة حتى العام 2008 كان من بيت لحم من عائلة السقا وزعيم المعارضة هو جورج حنضل ,, وفي سلفادور يصل عدد الفلسطينيين الى 1% من عدد السكان لكنهم يشغّلون 42% من الايدي العاملة في الدولة التي يصل حجمها حجم فلسطين التاريخية وعدد سكانها 7 مليون نسمة . الفلسطينيون يشغّلون اكثر من 40% من العمال في هذه الدولة من خلال مصانعهم ، ورئيس البرلمان فلسطيني ، ومن شدة الزغاريد التي اطلقتها النساء هنا حين وصل الرئيس الى النادي الفلسطيني اعتقدت انني في قرية فلسطينية ، ولا يزالون يطبخون ورق الدوالي والمحشي واكلات اخرى نسيناها نحن وربما نسينا اسماءها مثل الزلابية .

دائرة الاحصاء المركزية في اسرائيل تعتقد ان الارقام التي تنشرها صارت حقيقة ، ولكن الحقيقية هي الانسان ، فالانسان هو الحقيقة والرقم هو الانعكاس ، وفي يوم من الايام سيكون من حق هؤلاء العودة الى بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور والقدس وروميما وسخنين وحيفا والناصرة ويافا.