نشر بتاريخ: 05/01/2013 ( آخر تحديث: 07/01/2013 الساعة: 13:48 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام- كان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد غاضبا جدا جدا من الشهيد صلاح خلف "ابو اياد"، فاصطحبه الزعيم ياسر عرفات الى قصر الاسد في دمشق لاصلاح ما افسده الدهر، ونظر حافظ الاسد الى الشهيد ابو اياد وقال له: انا لا أحبك. وهنا ردّ القائد الفلسطيني ابو اياد (يا سيادة الرئيس انا لا اطلب ان تحبني فالحب للنساء، انا يكفيني ان تحترمني).
وقد ورد في المقالة الاخيرة انتقاد جارح لاحد المسؤولين تحت عنوان "في بيتنا دكتاتور". وعلى الفور قام بعض الشبان على الفيس بوك باعادة نشر المقالة والظنّ أن ناصر اللحام يقصد اللواء جبريل الرجوب، حدّ ذهب بعض الاخوة والزملاء للطلب مني ان اعتذر للواء جبريل الرجوب.
وانا اقول انني عرفت جبريل الرجوب في السجون حين كان من ابطال الحركة الاسيرة، عرفته بلدوزرا وطنيا وعرفته مناضلا شهما ووفيا لاصدقائه وللمناضلين، ولا يقبل الرجوب ابدا ان تهان جباه المناضلين من اجل الحرية او عائلاتهم، لانه مقاتل شرس في الدفاع عن فتح وعن قضية فلسطين، وجبريل الرجوب لا يبحث عن الحب، ولا يبحث عن اعتذارات لانه من الجيل المكافح الذي قاد العمل السري في الارض المحتلة ويعرفنا جيدا واحدا واحدا. وان علاقتنا بجبريل الرجوب تجاوزت امتحان الزمن بنجاح، وهو لا يحتاج الى اعتذار من صحافي وانما يحتاج الى رجال تحترمه والى قادة يرفعون رؤوسهم عاليا من اجل فلسطين ولا يستمرؤون الذل والهوان.
ولو قدّر لي ان اعتذر لكل الناس، لقال لي جبريل الرجوب: لا تعتذر فأنا لا احتاج الى اعتذارات بل احتاج الى انتصارات وصولا الى دولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية. والانتصارات لا يصنعها العبيد بل يصنعها الاحرار باذن الله.
وفي موضوع آخر احتفلت فتح بانطلاقتها في غزة، فانتصر الجميع، انتصر الوطن وانتصر المواطن وانتصرت حماس وأمن الحكومة المقالة وانتصر الاعلام الحر، ورغم أن كثيرين اشغلوا انفسهم امس بالسؤال عن عدد المشاركين في الانطلاقة، واذا كان العدد يصل الى مليون ام لا!! فأنا لا أرى أية أهمية للعد، ولو أن مائة احتفلوا بانطلاقة فتح في غزة لوصلت الفكرة.
ورغم ان تقديراتنا لعدد المشاركين يصل الى مئات الالاف، الا ان الامر ليس بهذه الاهمية، والمهم هنا هو الاجواء الوطنية النبيلة التي سادت، وقد اثبت احتفال الانطلاقة الى ان غزة الجميلة الرائعة قادرة على تعليمنا المزيد من الدروس والعبر، فقد وجهت صفعة لاسرائيل واثبتت ان غزة والضفة شعب واحد وقضية واحدة وانه لا يمكن القول ان الضفة لفتح وغزة لحماس وان هذا الكلام مردود على اصحابه.
نقطة ثالثة وهي خطاب الرئيس، فقد كان خطاب الاب الحاني لاولاده ولم يكن خطابا سياسيا، ما يعطينا القدرة على التفكير بالمستقبل وبالوحدة ومثله قادة حماس الذين هنأوا فتح وعملوا جاهدين لانجاح الاحتفال والشكر موصول لقناة الاقصى التي غطت الانطلاقة مباشرة.