نشر بتاريخ: 07/01/2013 ( آخر تحديث: 10/01/2013 الساعة: 13:43 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - الرئيس ابو مازن لا يريد انتفاضة ولا اطلاق نار ولا صواريخ ولا حتى مولوتوف ، واسرائيل لا تريد الانسحاب من العاصمة المحتلة ولا من مناطق سي ولا من البحر الميت ولا حتى من راس بيت جالا ، ما يعني انها مسألة وقت ويعود الاصطدام قويا وعنيفا بين الجانبين مرة اخرى واخرى .
قطاع غزة المجروح بالحروب المحاصر بذنوب لم يرتكبها ، والضفة الغربية الغريبة عن القدس هذه الايام تتململان ضد الاحتلال ، والمستوطنون افلتوا اسوأ اولادهم يزرعون الارض خرابا ويعتدون على الفلاحين ويقطعون الاشجار . والكلمات الطيبة لا تكفي لتفسير ما سيحدث لاحقا .
وبينما تعيش اسرائيل الانتخابات ، والسلطة التي تعاني من الافلاس بدأت تصيبنا بالنعاس .... وماذا بعد ،
ان مرسوم الرئيس عباس الاخير والقاضي باعتماد اسم دولة فلسطين على جميع الارواق الرسمية والطلب من دول العالم مخاطبة فلسطين كدولة جاء من اجل تكريس الروح الوطنية بين الشبان ، لكنها فلسفيا ستبقى مجرد شكليات لا تزال في اطار هامشي ولا تعني للمواطن على الارض شيئا ، والاكثر نجاحا وجود استراتيجية واضحة من خلال خطوة قادمة توضح برنامجنا السنوي بجلاء بدل الارتجال من هذا الفصيل او ذاك ، لان رفع سقف الشعارات بهذا الشكل سيؤدي الى انفصام في شخصية المواطن الذي يرى على الورق اننا دولة ويرى على الحاجز ان الاحتلال اسوأ من السنوات الماضية ويزيد من حملات الدهم والاعتقال وتجريد المسوؤلين من بطاقات العبور للشخصيات الهامة.
من جانبها اسرائيل تعيش الانتخابات ، وتعاني الالتهابات ، وهي ايضا لا يوجد لديها استراتيجية لحل الصراع، فتراها تتخبط تارة وتقسو من دون سبب على المواطنين وتخنق حركتهم وحرياتهم وتفلت عقال المستوطنين لايقاع اكبر الاذى بالفلاحين في الضفة وزيادة منسوب الكراهية ضدها في قطاع غزة ، والمشكلة ان اليسار الاسرلاائيلي يملك افكارا لحل الدولتين لكنه لا يملك الجرأة لتطبيقها . اما اليمين فيملك الجرأة لتطبيق الافكار لكنه لا يملك الافكار وهو ما يعني ان الاصطدام قادم لا محالة.
ومع قدوم المبعوث الامريكي ديفيد هيل هذه الايام الى رام الله، وكان هيل سفيرا لامريكا في الاردن ونائب سفير في لبنان ومسؤول ملف فلسطين اسرائيل في الخارجية الامريكية وتعلم اللغة العربية في تونس. ولكن ورغم هذا نقول ان هيل مبعوث رجل مشوّش وباطني لا نفهم منه اي شيئ، ويأتي في كل مرة الى رام الله ولا يحقق مأربا، وان كان على الصعيد الشخصي ملما بالقضية الفلسطينية الا انه مجرد موظف بيروقراطي خامل لا تعوّل القيادة على زيارته، ولا تظهر اسرائيل اي احترام له وتتعامل معه على انه مجرد كبسولة اسهال ينفع في تسليك قنوات الاتصال.
ليس لدى المثقفين في فلسطين وصفة سحرية لحل الازمة المالية والسياسية للسلطة، او على الاقل لم اقرأ لاي كاتب يقول ذلك، مع ان حمل الملف والذهاب الى مقر الامم المتحدة في جنيف والدعوة الى مفاوضات هناك وتحت سقف الامم المتحدة سيكشف اسرائيل على حقيقتها امام ناظري العالم كله.