نشر بتاريخ: 21/01/2013 ( آخر تحديث: 25/01/2013 الساعة: 01:29 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لا شك بان الجهد الجماعي للفصائل والشخصيات المستقلة والعرب والزعماء والقوى العربية طرحت ثمارا جيدة على صعيد اما تم انجازه حتى الان بين فتح وحماس ، وقد تم الاتفاق فعلا ، وكتبت نصوصه وفقراته وبنوده بحروف من ألم ورغبة في طي هذه الصفحة ، وقد نجح ابو مازن وابو الوليد في تحقيق نص مصالحة سيحفظها التاريخ . ولكن تنفيذ هذه المصالحة لا يزال ضربا من الخيال .
ورغم التفاؤل الحذر الذي يظهره الشعب الفلسطيني في كل مكان من اماكن تواجده ، الا ان الثقة شبه معدومة ببدء تنفيذ المصالحة والتحرك باتجاه انهاء الانقسام . ولذلك اسباب لم تعد خافية ، اولها وجود تيارات ورموز ضالّة داخل الحزب او على اطرافه لا تريد المصالحة وتريد المضي بمشروع فئوي انعزالي مريض سيحطم مقدرات الثورة ، الى جانب رغبة وعمل امريكا واسرائيل في افشال المصالحة ، ووجود ظروف قومية وعربية تدفع البعض للاغترار بنفسه ، وعدم وجودة قيادات ميدانية قادرة على فرض المصالحة بنفس القوة التي اجبرتنا وفرضت علينا الانقسام عنوة .
ليس لدي معلومات كافية لتنفي الاتفاق على المصالحة ، ولكن بالمقابل ليس لدي اية تأكيدات على ان الامور ستنجح قبل نهاية الشهر الجاري ، ولذلك من السذاجة الاعتقاد ان الشعب الفلسطيني سيمنح دعاة الانقسام المزيد من الوقت ، وساذج من يعتقد ان شعب فلسطين ساذج و يمكن ان يستكين لحقيقة مفروضة عليه بالقوة ، وقد كانت احتفالات انطلاقة حماس في مدن الضفة واحتفالات انطلاقة فتح في غزة برهانا عمليا وعلميا على ما نقول ، فالشعب الفلسطيني بمجمله راغب في التنوّع وقانع بحق الاختلاف ولا يريد ان يضع كل ثقته في فصيل واحد فقط .
وفي حال فشلت المصالحة هذه المرة ايضا ، لا اعتقد ان الظرف المحلي والعربي والدولي سيمنح المنقسمين المزيد من الوقت ، وخصوصا مع فوز احزاب اليمين في الانتخابات الاسرائيلية ، فالضفة في خطر حقيقي ، واراضي الضفة تنهب نهبا ، والمستوطنات تتفشى كالسرطان والقدس يجري تهويدها والموظفون ينتظرون رغيف الخبر والرواتب شبه معدومة ، وهناك تيار قوي يضغط على القيادة الى اعلان موعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية ، وان تقتدي فلسطين بتجربة الاردن وتذهب الى انتخابات بمن حضر وان يجري تعيين نواب من المنطقة التي يتعذّر اجراء الانتخابات فيها . وهو امر له استحقاقات سياسية ومالية خطيرة على الوضع بشكل عام .
لذلك يبدو خيار المصالحة افضل خيار وانسب قرار لجميع الاطراف دون الحاجة الى تجريب خيارات اخرى .