نشر بتاريخ: 10/02/2013 ( آخر تحديث: 13/02/2013 الساعة: 21:21 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - تعيش مصر اسوأ كوابيس الانقسام الداخلي ، وتعاني من عدم استقرار وسياسة افقار تمارسها الدول الغنية ضدها ، كما ضاقت صدور المصريين على بعضهم البعض لدرجة انه يمكنك تلمس التغيير في كل شارع وزقاق ، فالناس اصبحوا اكثر حدة في ردة الفعل واقل صبرا ، والتوتر السياسي والاقتصادي رمى بثقله على نفسية المواطن البسيط حتى اصبح كل مواطن مصري يحمل هموم الدنيا ، والحكومة الجديدة التي وعدت الناس بالتخلص من نظام مبارك وفتح جنان النعيم وانهار العسل امام الشباب لا تستطيع توظيف الخريجين الجدد ، والنادل في الفندق خريج كلية التاريخ اما حامل شهادة الماجستير علوم فتراه يعمل سائق سيارة اجرة .
الخسائر اليومية لا يمكن تصورها بسبب انحسار السياحة وتراجع البورصة وهروب الرأسمال وكف العرب والغرب عن التفكير في الاستثمار هنا ، بل ان الدول العربية الغنية التي وعدت مصر بكل انواع المساعدات صارت تكيل عليها القروض بمكيال الذهب ، ولولا استثمارات السعودية والامارات التي كانت سابقا ايام مبارك لانهار الاقتصاد المصري في ليلة ليس فيها قمر . وتبخرت وعود نقل 200 مليار للجمهورية المصرية حتى وقفت عند قرض وديعة قطري لا يتجاوز 4 مليار دولار وشروط تركيعية من الغرب للحكم الجديد . وفيما يستثمر العرب 120 مليار دولار في مونديال 2020 في قطر ترى الجماهير ان هذا المبلغ لو استثمر في مصر وفلسطين والاردن وسوريا لحقق الاعاجيب والمعجزات .
ان الخطر القادم على مصر هو خطر الانهيار الاقتصادي ، وفيما تنشغل الاحزاب المصرية في الشجار والمنافسة يضيع المواطن بين فكي كماشة الفقر والاحباط . والغريب ان كل من يزور القاهرة الان يشاهدها وهي تفقد ثقتها بنفسها ، ويكتفي بالحزن او بالملامة على الاخون المسلمين او حمدين صباحي فيما الامر قد تجاوز العتب ووصل حد صراع البقاء بالنسبة للمواطن .
الرئيس مرسي استقبل الرئيس ابو مازن في المطار وانفرد به ساعة حميمية في صالة الشرف ، ويجب الاعتراف ان هذه العلاقة محيرة ، فالرئيس مرسي من الاخوان المسلمين ومن المفترض انه من صف حماس ، والمفترض ان الرئيس عباس قومي علماني ومن صف خصوم مرسي ، فما سر هذه الحميمية والعلاقة الطيبة الجميلة بين النقيضيين ؟؟؟؟؟ ولماذا قال الرئيس مرسي للرئيس عباس : انت رئيس الفلسطينيين وانت رئيس م ت ف ممثل الشعب الفلسطيني وعليك الامل ان توحد الشعب وتنهي الانقسام ؟
وحين بحثت عن كلمة السر وجدت التفسير التالي : ان الرئيس عباس كان قد نصح المجلس العسكري بتسليم مقاليد الحكم للاخوان في حال فازوا بالانتخابات وان مرسي لم ينس هذا الموقف للرئيس عباس كما ان الرئيس مرسي قال ان مصر دولة وليست احزاب او اشخاص مختلفين وان مصر وعدت برعاية المصالحة وتقديم كل ما يلزم لانجاحها وعلى ذلك متفقان . ففلسطين قضية يتفق عليها كل المصريين ولا يختلف عليها مصريان .