نشر بتاريخ: 12/03/2013 ( آخر تحديث: 16/03/2013 الساعة: 11:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يتغير الكثير على اسرائيل قبل الانتخابات وبعد الانتخابات ، نفس الوزراء ونفس الاحزاب ونفس الافكار ونفس الاشرار ، وقد قرأت في بعض الصحف العبرية ان نتانياهو اضاع فرصة تاريخية كي يتغير ، وانا اصدق هذا الكلام . فهو اضاع فرصة تاريخية وهو لم يتغير .
ونتانياهو مستميت على الحكم مثل كل رؤساء الوزارات ، ومستعد لعمل اي شئ ، اي شئ . من اجل البقاء في سدة الحكم ، وهو ما دفع رئيس الكنيست رؤوفي ريفلين لاتهامه بالخيانة وانه خان رفاقه وحلفاءه وانه لا بد سيدفع ثمن هذه الخيانة , وهو نفس الكلام الذي يقوله عنه المتدينون في شاس او غيرها من الاحزاب , فقد تركهم على قارعة الحكومة لمجرد ان يكسب رضى لبيد صاحب اكبر اصوات واكبر شعبية وسط الطبقة الوسطى في تل ابيب .
كما ان الحكومة الاسرائيلية القادمة ستكون حكومة مستوطنين بما في الكلمة من معنى ، ولن يجرؤ نتانياهو على معاداتهم ، وان فعل ذلك لن يترددوا في قتله مثلما فعلوا مع رابين ، ومن يعتقد ان 2005 حين قام شارون بالانسحاب من الضفة يشبه العام 2013 من ناحية المستوطنين فهو واهم . لان المستوطنين اصبح لهم مخلب وناب وصارت كلمتهم فوق كلمة حكوماتهم . فهم لا يسترضون الحكومات الاسرائيلية وانما تلهث الحكومات الاسرائيلية من اجل استرضائهم .
نتانياهو نجح في توريط يائير لبيد في وزارة المالية وسيواجه المتدينين والجيش والمستوطنين في اية محاولة لتعديل التوزيع المالي للكعكة . وقد لف ودار نتانياهو كثيرا في تشكيل هذه الحكومة لكنه لا يدرك انه قام بلف الحبل حول عنقه ايضا .
لا يوجد حزب كبير في اسرائيل يستطيع تنفيذ برنامج سياسي ، ومرة اخرى لا يوجد برنامج سياسي عند الاحزاب الاسرائيلية . وتسفي ليفني لا تملك قرار السلام والصلح مع الرئيس ابو مازن حتى لو ارادت ذلك . بل انها لا تملك صلاحية اعادة حمار قصرة من مستوطنة ايش كودش .
لم تتغير اسرائيل ، ولم يتغير الاسرائيليون .. كما لم يتغير الفلسطينيون وهم يصرّون على ان يكون العام 2013 عام التحرر من اسرائيل واحتلالها ... وكل ما يحدث هو زيادة فترة الانتظار ... كما ان زيارة اوباما ستكون مخصصة لمغازلة اسرائيل ليس اكثر .