نشر بتاريخ: 03/04/2013 ( آخر تحديث: 06/04/2013 الساعة: 11:16 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
على جسر نهر الاردن ذاق المسافرون الامرّين في الايام الماضية بذريعة عيد الفصح اليهودي ، بل انهم ندموا على السفر ، ولولا الضرورة لما تحرك احد من منزله او غادر فلسطين . وكنت ترى عشرات الباصات التي تقل المسافرين تقف دون حراك على الجسر بانتظار امر الفرج من مجندة اسرائيلية تستظل في دشمة عسكرية ... وقيل لنا ان السبب في هذه الازمة الخانقة هو كثرة المعتمرين وازدحامهم ثم اتضح ان هذا صحيح ، لان يومي الاحد والاربعاء صارا يومين للقهر والتعب . ثم اتضح ان للعمرة قصة طويلة ، بل حكاية .
وحين حاولنا استطلاع الامر اتضح ان احد الباصات ويحمل 45 معتمرا كان يحمل 350 حقيبة ما تسبب في " ازمة حقائب " ناهيك عن "ازمة سطول ماء زمزم " . ورغم ان الحج والعمرة فيها ماّرب اخرى ، وان التجارة اثناء العودة من ارض الحجاز ليست ممنوعة الا ان الامر في النهاية يعود الى القدرة على تنظيم الامر وليس على حق القيام به . وعلى ادارات الجسور ان تعيد صياغة طريقة استقبال الحجاج والمعتمرين بحيث لا تزعج حركة السفر على الجسر من جهة . و لا تتسبب في ايذاء المعتمرين او الحجاج وجلّهم من كبار العمر او المسنين . وبعد حديثي مع ادارة الجسر الاردني اتضح ان الاردن جاهزة ومستعدة لتسيير الامر بكل سلاسة وان تفتح الجسر 24 ساعة مثل معبر جابر مع سوريا او معبر طربيل مع العراق .
من جانبه الاخ نظمي مهنا مدير عام المعابر والجسور في فلسطين ، يعرف تماما حيثيات الازمة ومن حسن حظنا انه يؤمن بسياسة الباب المفتوح ويستقبل كل من يريد الاستفسار ، بل انه وفي السنوات الاخيرة اقام بنية تحتية رائعة للجسر بل وزوّدها بانترنت "واي فاي " وهي خدمة غير موجودة في افضل مطارات العالم الى جانب كافتيريا حديثة وموقف كبير للسيارات ، صحيح اننا نطالبه كل مرة باستكمال بناء عريشة لموقف السيارات لكن الامور تقف الان عند اعادة النظر في طريقة السفر .
الوزير حسين الشيخ والدكتور صائب عريقات بصفتهما الاعتبارية ليسا بعيدان عن الاجواء ومسؤولية البحث عن حلول والمطلوب اعادة الضغط على نتانياهو او جون كيري او طوني بلير او الكنيست او لبيد لاعادة فتح ملف الجسر مرة اخرى . فلا يعقل ما يفعله الاسرائيليون كل عام وكيف يقف الجنود على بوابات الجسر وهم يشهرون السلاح الاوتوماتيكي الطويل في وجه المسافرين وكأنهم في جبهة حرب !!!! ان الاسرائيليين هم المسؤولون اولا واخيرا عن عرقلة انسياب حركة المسافرين من كثرة تفتيشهم "المقرف" للحقائب ودمجهم معتمري الخط الاخضر مع الضفة ومطاردتهم المسافر بشكل تافه بحثا عن علبة سجائر او ملابس للاطفال !!!!!
بعض المسؤولين قالوا : انه لا يوجد ازمة سوى عدة ايام في الصيف فقط وان كل ايام العام يعاني الجسر من كساد بل ان الحافلات تنتظر ساعات حتى وصول المسافرين . وهذا كلام مردود وغير صحيح ، واذا كان اصحاب الباصات يريدون حل المشكلة ليشغلوا باصات صغيرة تتسع لعشرين راكبا بدل الانتظار لساعات حتى يملأون حافلات تتسع لخمسين راكبا . كما ان الازمة مستمرة طوال ايام العام وفي اعياد اليهود واعياد المسلمين والشتاء والصيف والحصار والتظاهرات والمفاوضات والامر بات ينغًّص على سكان الضفتين بشكل هستيري ، ومن الطبيعي ان تسمع الاف المسافرين يشتمون كل القيادات في كل يوم وفي كل حافلة ويرفعون ايديهم للسماء ويدعون عليهم وعل ركاب الفي اي بي .
هذا العام بدات الازمة في نهاية شهر اذار ، اي اننا امام ستة اشهر اخرى من السنة فيها ازمة ... وانا اقل الناس معاناة . لانني غالبا وبحكم عملي ما استخدم سيارات الفي اي بي ، ولكنني اضم صوتي لصوت الحجاج والمعتمرين والمسافرين والمعذبين على جسر الاردن .. والمطلوب هو حل الازمة وليس شرحها لان كل فلسطيني وكل اردني يعرف الازمة .
في ذروة الاختناق على الجسر ، جاء نبأ ان الرئيس ابو مازن يطير للقاء الملك عبد الله في الاردن بواسطة مروحية اردنية . فنظر المسافرون الى كبد السماء وقالوا : يا ليت عندي هيلوكبتر .