نشر بتاريخ: 13/04/2013 ( آخر تحديث: 18/04/2013 الساعة: 12:34 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ان الخلل الوظيفي في النظام السياسي الفلسطيني عقب الانقسام ترك فراغا سياسيا واسعا وخطيرا كاد يحطّم المؤسسة الفلسطينية ويحوّلها الى شظايا متناثرة .. ثم جاءت حكومة رقم 12 التي ترأسها الاستاذ اسماعيل هنية عام 2006 وقامت اسرائيل بمحاصرتنا ومثلها فعلت امريكا لكن الرئيس - وهذا يسجل في تاريخه - تحدى العالم وكلّف حماس بتشكيل الحكومة وحرمنا من الرواتب 14 شهرا وساومنا الاحتلال على حليب اطفالنا لكننا تمسكنا بحماس وبإسماعيل هنية.
ثم وقع الانقسام وضاع رشد الفلسطينيين ورأيتنا نظهر اسوأ ما فينا للطرف الاخر . فصار الاخ يضرب اخاه ويطلق النار على ابن عمّه، وتعطّل البرلمان المنتخب حين قامت اسرائيل باعتقال النواب وسارعت فتح لإعطاء شبكة امان لحماس الى حين خروج النواب. وصرنا كالعصف المأكول. وجرى تشكيل حكومة الدكتور فياض وهتفت لها حناجر فتح وغنّى لها المستقلون مواويل العشق والصبابا. حتى جاء يوم واختلفت المصالح وغنّت نفس الحناجر سكابا يا دموع العين سكابا.
الرئيس ظلّ وفيا لفياض ودافع عنه لسنوات طويلة، ورغم التحريض والتظاهرات والهتافات ضد فياض ظلّ ابو مازن يرى في فياض خيارا معتدلا الى حين تشكيل حكومة وحدة ... ووصلنا الى ما نحن عليه اليوم.
كم مرة استقال فياض ولكنه حكم بالمطلق ولسنوات وبلا برلمان بحجة تسيير اعمال ؟ بهذه الكلمات اعرب العديد من المحللين وقادة التنظيم عن غضبهم من الطريقة التي جرى فيها اخراج مسلسل استقالة فياض، لكنني على قناعة ان الدكتور فياض غادر المنصب ولا يريد ان ينظر الى الخلف ، وأستطيع ان اؤكد انه عفّ عنه ولا يريد البقاء فيه مهما حدث.
اخرون رأوا ان وسائل اعلام تواطأت مع بعض الرموز السياسية وشنّت حربا غير عادلة ضد الدكتور فياض لإكراهه على الاستقالة عنوة وان ما حدث مجرد لعبة اعلامية سياسية موجهة ضد الرجل من اجل محاصرته وتشويه صورته وإفشاله وصولا الى النتيجة التي وصلنا اليها.
ومن زاوية اخرى، ينظر العالم الغربي للدكتور فياض كخبير دولي، وانه انقذ الاقتصاد الفلسطيني من الضياع المحتم واوقف الفساد وعمل بجهد على اقامة مؤسسات للدولة وسهل الاستثمارات وعمل البنوك والرساميل.
اما عربيا فقد ظلّ فياض ضمن الحد الادنى من اولويات الزعماء وزياراتهم حتى انه وطوال فترة حكمه لم يقم بزيارة عواصم مهمة جدا في العالم العربي او الاسلامي، وهو اقل المسؤولين الفلسطينيين زيارة للبلدان العربية ، وبالكاد نسمع عن زيارة له الى عاصمة عربية باستثناء الاردن التي يمر منها الى مطار عمان ومن هناك الى اوروبا وامريكا.
اسرائيل مثل امريكا ارادت غمس سيفها في دم الرجل، وإسرائيل تعرف تماما انها اذا امتدحت قائدا فإنما تقصد القضاء عليه والإجهاز على اخر فرصة لحب الجماهير له. فقد وصف تلفزيون اسرائيل القناة العاشرة الدكتور سلام فياض انه القائد اليساري الذي يحارب الفساد وان مجموعة من الفاسدين يحاولون اسقاطه وإفشال حكمه، وذهب المحلل تسفيكا يحزقيلي للقول: ان فياض وحنان عشراوي افضل شخصيتين في القيادة الفلسطينية وهما من حزب واحد وان حماس تحاول افشال حكومة فياض لانه ناجح ولانه واقعي وليبرالي، فيما تسعى حركة فتح لإفشاله لأنه تألق وأصبح جاهز لمنصب الرئيس بكل جدارة. على حد قول تلفزيون اسرائيل.
هل فياض ضحية ام حاكم عربي اّخر ؟
هل فياض خبير دولي ام والي محلي ؟
هل فياض خيار الناس البسطاء والموظفين ام انه خيار امريكي ؟
لا داعي للغضب، ولا داعي لمهاجمة شخص الدكتور سلام ... والانتخابات القادمة هي الحل.