الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قائمة الوزراء الجدد تتغير اربع مرات اثناء طباعتها !!

نشر بتاريخ: 21/04/2013 ( آخر تحديث: 26/04/2013 الساعة: 15:07 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا أعرف من يقرر اسماء الوزارات وطريقة عملها . وحين اقول " لا أعرف " فانني اقصد ان البرلمان هو من يقرر هذا بصفته السلطة التشريعية القانونية الوحيدة المخولة بالبت في ذلك ، وليس الحالة المزاجية لرئيس الوزراء ، ولا يملك أي رئيس وزراء مهما علا شأنه التنظيمي في غزة او الضفة الغربية تلك الامكانية والصلاحية لالغاء وزارة او استحداث وزارة دون العودة الى ممثلي الشعب . وحتى البرلمان فانه لا يأخذ القرار بحالة انفعالية ، وممنوع ان يأخذ القرار في يوم واحد بل يجب اخذ القرار بعد القراءة الثالثة امام النوّاب وان يفصل اسبوعين على الاقل بين كل قراءة والاخرى قبل عقد اجتماع برلماني رابع بحضور جميع الاعضاء والكتل لاتخاذ القرار .

ويتهامس المراقبون في الصالونات السياسية ان لدينا بعض القادة في منظمة التحرير ، نجحوا في اقناع القيادة انهم خبراء متمرسون في تشكيل الحكومات والتشكيلات الوزارية وتعيين الوزراء ، وانهم خبراء أيضا في تشكيل الاحزاب والنقابات والقوى السياسية والتيارات وانهم الذين يقررون بنك الاسماء وبنك الاهداف وبنك الاعضاء .. فهناك قادة ورموز لا يصلحون وزراء فيجري " اخذ أعضاءهم وتوزيعهم على اللجان والمواقع ، فيمكن ان يكون مرشح الاحتياط هذا عضو في لجنة القدس وعضو مجلس ادارة بنك ومؤسس للجنة مرأة في الارياف مثلا !!!!

وعن الراوي الصادق الامين ان قائمة الوزراء كانت تتغير اربع مرات عند طباعتها ايام الزعيم ابو عمار ، وان ابو عمار كان يكتب بخط يده قائمة الوزراء ويعطيها للسكرتارية الرئاسية لطباعتها ، ولكن ومن شدة الضغط والاتصالات والوساطة وتدخّل الدول وأجهزة مخابرات العالم ، وقوى الافساد الداخلي وتقارير العسس والمندوبين كانت تتغير اربع مرات اثناء طباعتها . وهو امر يدل على عدم وجود معيار للمسؤولية سوى الفهلوة والبهلوانية ما يكرٍّس الفئوية والجهوية ويحطّم القناعة بالذات ويدفع بالعقول الى هجرة فلسطين والرحيل عنها .

من قرر الغاء وزارة الرياضة وبأي حق ؟ ومن قرّر الغاء وزارة الاعلام ؟ ومن قرّر فصل وزارة التربية والتعليم العالي عن بعضها البعض وشقّها الى وزارتين ؟ ومن قرّر انشاء وزارة اسمها وزارة الجدار ؟ ومن قرر اسم وزارة للقدس ؟ ولماذا لا يوجد وزارة اسمها غزة ؟ ومن قرر منصب امين عام مجلس الوزراء ولماذا استقال ولماذا لم يأت احد مكانه ؟ ومن قرر فصل وزارة التخطيط والشؤون الدولية والخارجية وجعلها وزارة تخطيط فقط ؟ ومن يخطط لمن ؟ ومن قرّر ان يكون هناك وزارة للاسرى ؟ ولماذا لا يكون وزارة للشهداء أ و وزارة للمبعدين ووزارة لذوي الاحتياجات الخاصة ؟ وما الفرق بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبين وزارة الرفاه ؟ ولماذا يوجد وزارة للمرأة ولا يوجد وزارة للطفل مثلا ؟

جميعنا نعرف من الذي ألغى ماذا ؟ وجميعنا نعرف لماذا ؟ وصار المواطن يعرف كيف تتم الامور ، وكيف تمّ في فترات سابقة استرضاء فلان لانه حردان ،مع وجود شلّة منافقين من هنا وهناك تسعى دائما لتضليل القيادة من خلال ترشيح اسماء موازية أو ارباك القوائم التي يجرى عرضها امام المسؤولين وتمجيد فلان وتسخيف نضالات فلان دون اي اعتبار لمصلحة فلسطين ومن اجل المصلحة العامة .

الفقر الثقافي والتنظيمي وخوف رؤساء الوزراء من التوازنات الفئوية والجغرافية هو الذي دفعهم الى قبول ذلك سابقا ، وكل هذا حدث على حساب الاستراتيجية وثقافة الصمود والبقاء وقهر المثقفين وتحجيم الكفاءات .

وفي مكتب الرئيس يعرفون ان العديد من المسئولين ينشرون عن انفسهم الشائعات بأنهم سيصبحون وزراء رغم ان لا احد يعرض عليهم او يطرح عليهم ذلك .

نأمل ان يكون التراكم المعرفي والعمل التنظيمي المنضبط هو الذي يحكم عمل المؤسسات باتجاه تكريس مفهوم الدولة وهيبتها ، وان لا تسمح القيادة لبعض " المتعهدين " بمواصلة الادعاء انهم اصحاب قرار فوق البرلمان وفوق المنظمة ، فالجميع يعرف ان معظمهم مجرّد مدّعين فشلوا في تشكيل تاريخهم الشخصي ، فكيف سيشكلون الحكومات ؟