الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من يريد كل شيء يخسر كل شيء

نشر بتاريخ: 22/05/2013 ( آخر تحديث: 26/05/2013 الساعة: 18:09 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

اقنعت اسرائيل نفسها ان الاراضي المحتلة سابقا وراهنا صارت جزء من الموروث الامني لها وان من حقها ان تخطط لها مستقبلها لمئات السنين القادمة . وعند انسحابها من شبه جزيرة سيناء قامت بتقسيمها أمنيا الى مناطق الف وباء وجيم واقنعت نفسها انها ستسيطر عليها حتى بعد الانسحاب منها وتناست . وهكذا فعلت بقطاع غزة وبالضفة الغربية . اما في الجولان السوري المحتل فيحاول الليكود اقناع الجمهور الاسرائيلي ان الهضبة المحتلة ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية الى الابد . ولان اسرائيل تريد كل شيء صارت تخسر كل شيء.

في العام 1994 -1995 خرج جنود الاحتلال من الضفة الغربية وقدّم اسحق رابين احتجاجا للزعيم عرفات على شبان جنين وبيت لحم لانهم كانوا يبصقون في وجوه جنود الاحتلال لحظة الانسحاب وبالفعل صدر قرار من القيادة يطالب الشباب عدم البصق في وجوه جنود الاحتلال وهم ينسحبون ، ولكن الشعب ورغم احترامه لقرارات الزعيم عرفات كسر عصا الطاعة وواصل الشبان البصق بشكل اقوى واكثر غضبا ، وفي العام 2000 هرب وزير الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بشكل مهين ومهزوم ، وفي العام 2005 هرب شارون من قطاع غزة بشكل احادي الجانب .

ولا تزال اسرائيل تحتل القدس والجولان ... وهي لا تريد ان تقتنع انها ستخرج منها عاجلا او اّجلا ... وان هذه هي حتمية التاريخ ، وان اسرائيل اذا اردات البقاء في هذه المنطقة ، فان عليها ان تعتذر للشعوب العربية وتطلب الغفران وتنسحب من هذه الاراضي .

حل اخر ... هو ان ترفض اسرائيل الانسحاب وان تحتفظ بكل المناطق التي احتلتها ، وهو امر سهل من الناحية العسكرية . لكنه يعني ان تفتح اسرائيل على نفسها خمس جبهات ساخنة ، لبنان وفلسطين والجولان وسيناء وجبهة ايران ... اما الجبهة السادسة وهي نهر الاردن فان اسرائيل تكون واهمة اذا اعتقدت ان المس بالمسجد الاقصى ومحاولة تهويده سيبقي الامور الراهنة على حالها ، ومن يقرأ تحذيرات الملك وتصريحات الحكومة الاردنية يستطيع ان يستقرئ ما سيحدث في المستقبل.