الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رامي الحمد الله ... نخشى عليه ولا نخشى منه

نشر بتاريخ: 03/06/2013 ( آخر تحديث: 07/06/2013 الساعة: 16:26 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في البدء كان النجاح ، في جامعة النجاح، ورامي الحمد الله ليس عسكريا لنخشى من بطشه ولا زاحفا من اجل منصب حتى نتوجس منه ، ولا مدّعيا وطنيا حتى يرمينا ببواطن الكلام، بل انه اكاديمي مدني يؤمن بالديموقراطية كمنهاج حياة، شغل منصب امين سر لجنة الانتخابات المركزية المكلفة بحل النزاع بين فتح وحماس والذهاب الى انتخابات وطنية .. لمع نجمه بعد ان تخرّج من بريطانيا . وعند دخول ياسر عرفات الى ارض فلسطين عام 1994 ، ولّاه عرفات منصبا يتمناه كل اكاديمي حيث ترأس اكبر جامعة فلسطينية وهي جامعة النجاح في نابلس .. فكان عند حسن ظن الجميع وأثبت ان النجاح ليس مستحيلا .

ينحدر من عائله الحمد الله الشهيرة في شمال فلسطين وهي عائله وطنية أصيلة وميسورة الحال ماليا ، وقام الحمد الله على مدار توليه المنصب بتحويل جامعه النجاح من جامعه عادية تأسست عام 1917 الى اكبر جامعة في فلسطين حيث قام ببناء المقر الجديد لها وتضم اكثر من 20 الف طالب وطالبة باكثر من 100 مليون دولار استطاع جمعهمها بصورة شخصية من خلال تبرعات وعلاقاته مع دول الخليج العربي .

لم يشكو منه احد ، وله علاقات طيبة مع الجميع على رأسهم حماس وفتح ورجال الاعمال وتربطه علاقات طيبة مع معظم قادة الفصائل، يمتاز بخططه الاستراتيجية وقوة ارادته ، ونجح في رفع مستوى الجامعة لتصبح الخامسة على مستوى الوطن العربي وفي عهده أصبحت تضم 20 كلية علمية تمنح درجة البكالوريوس في 66 برنامجاً، ودرجة الماجستير في 35 برنامجا، وبرنامجاً يمنح درجة الدكتوراه في الكيمياء، بالإضافة إلى 21 تخصصاً في الدبلوم المتوسط... توفي 3 من ابنائه عام 2000 خلال حادث سير على طريق طولكرم نابلس مع شاحنه اسرائيلية.

وقد خرج من بين ظهراني جامعة النجاح قادة بارزون بينهم د.صائب عريقات ود. عزيز الدويك ود. ناصر الدين الشاعر ود.سمير ابو عيشة وعشرات من القادة غيرهم .

رامي الحمد الله تردد في قبول المنصب الجديد الا ان الرئيس عباس اقنعه بذلك لا سيما وانه كان يشغل منسق لجنة الانتخابات المركزية وهو الان امام امتحان عسير يتمثل في ثلاثة تحديات :

* ضمان الرواتب وعدم انهيار السلطة ماليا .

* تحقيق حكومة وحدة تجمع بين فتح وحماس واعادة اللحمة بين رام الله وغزة .

* مواجهة غضب الجماهير على ارتفاع الاسعار وهجمات المستوطنين ما قد يؤدي لانتفاضة ثالثة.

ومع ذلك اعتبرت حركة حماس تعيينه غير شرعي، فيما قال لنا بعض اعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح انه الرجل المناسب لكنه جاء في الوقت غير المناسب . هنأه كيري على المنصب وقالت عنه مصادر اسرائيلية انه معتدل وبراغماتي . ونعرف جميعنا ان الاحتلال الاسرائيلي هو الخطر الوحيد على رامي الحمد الله وليس حماس او فتح او اي خصم سياسي داخلي .

ارجو ان يقوم الدكتور رامي الحمد الله بتراكم التجربة التي بناها الدكتور سلام فياض وان لا يقوم بنسفها ، لان فياض عمل كثيرا من اجل مأسسة السلطة ونقل اجهزة السلطة من الارتجالية والهوجائية الى التنظيم والعمل الملتزم ، وان يقوم رئيس الوزراء الجديد ببناء مناطق صناعية للعمال العاطلين عن العمل وباسرع وقت ممكن . وان يكون صريحا معنا وينفتح على الاعلام ويتحمل انتقاداتنا .

نحن لا نخشى من الدكتور رامي ، بل نخشى عليه .