الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ناح الأذان وأعول الناقوس ...... فالليل أكدر والنهار عبوس

نشر بتاريخ: 10/06/2013 ( آخر تحديث: 13/06/2013 الساعة: 12:21 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يشبه العام 2013 اي عام اّخر مثلما يشبه العام 2000 ، حين كانت العيون شاخصة الى كامب ديفيد وماذا سيفعل الزعيم عرفات وما هي الخطوة القادمة ؟
وفي العام 2000 انقسم القادة والمنظرون والسياسيون حينها الى قسمين : قسم يدافع عن عرفات وهو لا يعرف شيئا ، وقسم يهاجم ويشتم عرفات وهو لا يعرف اي شئ .

وفي هذه الايام لفت انتباهي ان القادة لا يعرفون ما هي الخطوة القادمة . وان الرئيس عباس صار "عرفاتيا " بامتياز . وعلى طريقة عرفات تراه لا يكشف سرّه لاحد ويتركنا في غافل الامر ، ولا اعرف اذا كان هذا الامر ايجابيا ام سلبيا !

ويكفي ان تتحدث مع اعضاء القيادة والوزراء لنكتشف انهم لا يعرفون ما هي الخطوة القادمة ،وان تتحدث مع المعارضة ستقع في حيرة اكبر لانهم سينتقدون ويشتمون عباس لانه لا يريد المقاومة ! ولا اعرف لماذا لا يسألون انفسهم لماذا لا يقاوموا هم ولماذا ينتظرون عباس ان يقاوم ؟ وهم يعرفون جيدا ان محمود عباس لا يؤمن بالعنف ولن يدعو للمقاومة !

و ينقسم القادة ايضا هذه الايام الى قسمين ، قسم لا يعرف شيئا ويصمت ، وقسم لا يعرف شيئا ويخرج على شاشات التلفزة وعلى منصات المسارح ليشرح لنا اهمية " ما لا يعرفه" . وهي مهارة غريبة لا افهمها ولا افهم كيف ينسجم هؤلاء مع انفسهم .

في رام الله "الجميلة" ، حار لب المحللين ، ولم يبق سوى ان يسألوا العرّافات وقارئات الكف والفنجان !!! اما في غزة " الاميرة " فالامور اسهل لكنها اخطر ، وما عليك سوى ان تنتقد السلطة وسياستها وتكون قد اوفيت الموضوع حقّه !!

بعد يوم ، او اسبوع او شهر سيعود كيري الى رام الله ، وسنعرف اذا نجح في اطلاق سراح الاسرى القدامى والمؤبدات ام لا . وبعد اقل من شهر سنعرف اذا كان الدكتور رامي الحمد الله ووزير ماليته قد جهّزا الرواتب ام لا وما هي الخطة الاقتصادية لهذه الحكومة . وبعد ايام او اسابيع او شهر سنعرف اذا كانت حماس توافق على تنفيذ المصالحة والانتخابات وحكومة كفاءات ام لا . وبعد ايام او اسابيع او شهر سنعرف ماذا قرر ابو مازن وهل نذهب باتجاه المقاومة الشعبية ومواجهة المستوطنين ام الى مزيد من المحاولات مع حكومة نتانياهو والامم المتحدة !

عام 2013 يبدو عام الحسم والجزم في فلسطين ، ولا يتحمّل الواقع المزيد من التراكمات النوعية ، ولا يعرف احد ما هي الشعرة التي ستقصم ظهر البعير ... فالقدس يجري تهويدها والاستيطان يتمدد والناس دائخة من الجوع والبطالة والحصار والحواجز والاعتقالات ، واسرائيل لا تطرح اية حلول امام الفلسطينيين ، والعرب غارقون في دمائهم ، والمسلمون منشغلون في تفجير اسواق عواصمهم ، والقيادة الفلسطينية في معظم ردود فعلها احترفت الشجب والاستنكار مثلها مثل اية حكومة عربية كلاسيكية .

مصر لا تريد سكان غزة وتتعامل معهم انهم متهمون ، والاردن تخشى من مخطط الليكود لتحويل الضفة الشرقية لوطن الفلسطينيين ، واسرائيل لا تريد سكان الضفة الغربية ، واوروبا وكندا لا تريدنا ، وامريكا لا تريدنا ، وافريقيا لا تريدنا ، والعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج لا تريدنا !!! فهل نحن شعب زائد عن الحاجة ؟

ان اجلا او عاجلا سيعود القرار الى الشعب .... وان سكان قطاع غزة والضفة الغربية ، سيقررون اذا هم يريدون هذا العالم المنافق ام لا ؟

واذكر هنا قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان حين قامت بريطانيا باعدام ثلاثة شبان من الخليل شاركوا في تظاهرات حائط البراق عام 1930 ضد الحركات الصهيونية وضد الاحتلال البريطاني ، وجرى اعدامهم في سجن عكا .فقال طوقان يرثي العالم قبل ان يرثيهم :

لما تعرض نجمك المنحوس وترنّحت بعرى الحبال رؤوس
ناح الأذان وأعول الناقوس .... فالليل أكدر والنهار عبوس