الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

برافر ... كلب اخر ينبح على قطار التاريخ

نشر بتاريخ: 15/07/2013 ( آخر تحديث: 18/07/2013 الساعة: 14:52 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تاريخيا تسكن قبائل البدو مناطق شاسعة من الاراضي الفلسطينية وهي عائلات لها امتدادات وجذور عربية تمتد على اراضي مصر وليبيا والعراق وسوريا والاردن والحجاز ، الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 حاصر بدو فلسطين وقطع حركتهم واتصالاتهم مع البدو العرب . فتجمعوا في مناطق مركزية مثل مدينة بئر السبع وراهط جنوب فلسطين فيما تمتد مراعيهم على نحو مليون دونم و35 قرية ورثوها عن اجدادهم.

حاولت اسرائيل انهاء حياة البداوة في فلسطين عن طريق بناء شقق صغيرة لهم واقامة نوادي وسينما دون جدوى ، فهم يعشقون الارض ولا يملأ عيونهم ويطفئ نار قلوبهم سوى الفيافي والمراعي وما خلق الله على وجه البسيطة.

وقد ورد عنهم في كتب المؤرخين انهم جبابرة وعمالقة واشداء ... وفي كتب اليهود واسفار توراتهم ان هؤلاء العمالقة هزموا جيش يهوشع ومنعوه من دخول فلسطين حين جاء غازيا لبلادهم بعد تيه 40 عاما في سيناء ، ولا يزال هؤلاء الجبابرة والعمالقة شوكة في حلق الاحتلال الاسرلاائيلي حتى اليوم.

وطوال 60 عاما اسرائيل لم تستطيع تهويد النقب وباعتراف الاسرائيليين فشلت جميع حكوماتها في ذلك فشلا كبيرا فحاولت تجنيد البدو للجيش لتفريغهم من عروبتهم دون جدوى ، فشكلت لجنة من الكنيست بعضوية بعض المأفونين و" كلاب الصهيونية " مثل برافر وبيغن واوصت بمصادرة 800 الف دونم من الاراضي العربية . بل ان قرار لجنة برافر والتوصية بمصادرة نحو مليون دونم عربي هناك يأتي كثمرة فشل وكردة فعل على فشل كل الوزراء والقادة الصهاينة في تهويد النقب من بن غوريون وحتى الوزير سلفان شالوم اليوم.

قرار برافر لتهويد النقب يعترض دعوات الاستيطان في الضفة الغربية ، ويعترض دعوات الاحتلال لتهويد القدس، وهو بكل حال من الاحوال خطوة عملية تحاكي ما كان يفعله الفرنسيون باليهود قبل قرن ونصف حين كان حكام فرنسا يضعون اليهود بناء على طلب اليهود في غيتوهات . ولكن هذه المرة فان اسرائيل تحاول اكراه البدو على التجمع في مناطق صغيرة لنهب اراضيهم .

اليوم تريد اسرائيل حصر العرب في غيتوهات النقب بحجة عدم انسجام الثقافات وان اليهود لا يريدون ان يروا العرب هناك رغم انها ارض عربية
انها خطوة تشبه ان يذهب الرجل الابيض الى افريقيا ويطلب ان لا يرى المواطنين السود .

عوامل النجاح عند اسرائيل في قرار برافر ضئيلة ، لكن هذا سيسرّع في انهيار حالة التوازن القائم بين العرب واليهود ويسرّع الاصطدام لا سيما ان البدو اشداء ولا ييأسون ولا يكلّون ولا يملّون فهم ابناء الارض وملحها ورجال الشمس ، وهم الورثة الشرعيون للصحراء العربية.