الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"قطعوا يدي وطالبوني أن أدافع عن حلب "

نشر بتاريخ: 29/07/2013 ( آخر تحديث: 02/08/2013 الساعة: 09:52 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

صفقة غير مشرّفة !!! وأين المشرّفة ؟؟؟

في تاريخ الحركة الاسيرة الفلسطينية مدّ وجزر ، لكن شبكة الأمان التي تعطيها الفصائل والقوى والجبهة الداخلية للاسرى في زنازين الاحتلال خطّ احمر لم يجرؤ احد في الماضي على اجتيازه . اما اليوم ومع انتشار حمى " الربيع العربي " فكل شئ مباح ، حتى لم يعد فرق بين الغناء والنباح ، وفيما تقرأ تعليقات بعض " المثقفين والقادة " على اقتراب موعد الفجر المشعشع لاطلاق سراح الاسرى القدامى الذين امضوا عشرات السنين في زنازين الاحتلال ، اذا تقرأ ما يكتبون تخجل من الواقع المرّ للعالم العربي .

هناك من يقول بخجل انها صفقة غير مشرّفة وان الامر لا يستحق المجازفة !! وهناك من يقول انها مؤامرة !! وهناك من كتب بان الامر مريب !!!
ومنذ فجر الاسلام يتم اطلاق الاسرى بالطرق التالية :
تبادل اسرى
فدية بالمال او الغنائم
تحريك الجيوش
اتفاق سياسي

ولان الشعب الفلسطيني قام بكل ذلك ، نفّذ عمليات عسكرية وحروب لاطلاق سراح الاسرى ، وقام بعشرات عمليات التبادل بدء من عملية النورس وحتى يومنا هذا ، و اتفاقيات سياسية ، وعقد صفقات غير مشرّفة ايضا . ونذكر منها اتفاقية اوسلو واتفاقية تبادل الشهيد الشيخ احمد ياسين بالقتلة من جهاز الموساد الذين حاولوا اغتيال المناضل خالد مشعل في الاردن وصفقات " حسن النوايا مع الاحتلال " وصفقة شاليط التي دفع الشعب الفلسطيني اكثر من الف شهيد من اجل ان يطلق سراح الف اسير . نقول ان من حق الشعب الفلسطيني وقيادته فعل كل الممكن من اجل اطلاق سراح الاسرى الذين يمضون 30 عاما في سجون الاحتلال . والاهم من كل هذا لماذا تركتهم " الصفقات المشرفة " داخل الزنازين ولم تطلق سراحهم ؟؟؟؟

فنحن نتحدث عن اللحم الحي الذي يموت كل ساعة وكل دقيقة في زنازين اسرائيل ، نتحدث عن خيرة ابناء الشعب الفلسطيني ، نتحدث عن قادة وأبطال وجنود التزموا بأوامر الفصائل الفلسطينية والقيادات وذهبوا لتنفيذ مهمات اوكلوا بها ولا ذنب لهم سوى انهم صدّقوا هذه القيادات .

قبل عشرات السنوات كان الاسرى يكتبون في كراسات السجن ان الفدائيين والجيوش العربية ستيأتون سريعا لدق باب السجون واطلاق سراحهم . وانتظروا عشرات السنين ولم تأت الجيوش العربية ولم يأت احد بعد , فهل ينتظرون عشرات الاعوام الاخرى ؟

يحزنني ما كتبه بعض المتسكعين على هامش النضال الكلامي ، وعليهم ان يحترموا اللحظة ويفرقوا بين المناكفات السياسية وبين موضوع الاسرى ، وان يقولوا شكرا لكل من يطلق سراح اسير واحد .

في قصيدة "هي اغنية" لمحمود درويش يقول :

قطعوا يديّ
وطالبوني أن أدافعَ عن حلبْ
واستأصلوا منّي خطاي
وطالبوني أن أسير إلى صلاة الغائبين
أشعلتُ معجزتي
وسرْتُ ، فحاصروني ، حاصروني ، حاصروني
قالوا: انتظرْ، فنظرتُ.
{ لا تكسرْ موازينَ الرياحِ مع العدو }

ووقفتُ: قالوا: لا تقفْ .
فمشيتُ ثانيةً، فقالوا: لا تسِرْ
{الحربُ فرٌّ. لا تحاربْ خارجَ الكلماتِ}.
مرحباً بكم في هتوف
قلتُ: منِ العدوّ؟

{ارفعْ شعارك وانتظرهُ واعتذر عمّا فعلتْ}

ماذا فعلْتُ؟
{بحثْتَ وحدك عن خطاكَ ولم تبلّغْ سيِّدكْ}

من سيِّدي؟
قالوا: {الشعارُ على الجدار}
مرحباً بكم في هتوف
فقلتُ: لا

لا سيّدٌ إلاّ دمي المحروقُ في جسدي
يفتّش عن يديّْ

لتدقَّ بوابات هذا الليلِ .
لا.
لا سيّدٌ إلاّ دمي.

أأنا الوحيد المستباحُ كشمسِ آبَ وتسميات الآلههْ؟

أأنا الوحيد الحرُّ في كلّ العصورِ وفي جميع الأمكنهْ

ليقيسَ كلَّ الناسِ’ حُرياتهم بطلاق أُمِّي من أبي

هل متُّ من زمنٍ بعيدٍ واختفيت ولم يصدِّقني أحدْ؟

ويواصلون البحثَ عن قبري ليتفق الحليفُ مع العدوِّ على فضاء مشانقي

ويواصلون البحثَ عن صوتي لأشهد أنني ... لا صوت لي

أو أنني نصفُ الطريق إلى التوابل والحرير

أأنا استراحةُ من يحاربُ أو يفاوضُ أو يخاطب ربَّهُ

أو واحةٌ للقافلهْ !!!!