الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ والجنرال like

نشر بتاريخ: 02/08/2013 ( آخر تحديث: 04/08/2013 الساعة: 12:07 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من القواعد الفقهية المعروفة انه لا اجتهاد في النص، ولا تيمم والماء موجود، ولا تخمين والنتيجة ظاهرة، ولا تفضيل لباطل على باطل ولا يلغي حق حقا مثله. اما في السياسة فالامور مختلفة بشكل واضح حيث ان الاجتهادات اكثر من النصوص والاستثناءات اشد وطأة من القواعد البائنة، والباطل لا يزهق وفي يده القوة، وان الحق ضعيف ما دام صاحبه ضعيف. وتستطيع وسائل الاعلام المعاصرة ان تجعل من مجموعة بلطجية وبعض الحركات البهلوانية ثورة عارمة. وان تجعل من الثورات الحقيقية عصابات باغية وعمل شائن ومهين.

ويدخل العالم العربي اليوم مرحلة التحطيم الكامل وبشكل مدروس ومخطط بذريعة الصراع المحتوم بين مشروع الاخوان المسلمين وبين الجيوش القومية العربية. ورغم عدم وجود اي اثبات على حتمية هذا الصراع الا ان وسائل الاعلام اقنعتنا بذلك فاستسلمنا الى ما تسمعه اذاننا كل يوم وما تشاهده عيوننا كل ساعة، فسارعنا نبايع اي دكتاتور او نضع كلمة like على مشهد لمقاتل يأكل قلب جندي ميت.

الصراع ليس محتوما. والمشاركة في هذه المهزلة ليست فرض عين على كل مواطن. وان عدم التفكير بمخرج من هذه الدائرة يجعلنا مجرد نعاج نجري بارجلنا نحو السلخانة الكبيرة. كما ان فشل الطريق الثالث في التعبير عن ذاته ساهم في اغراقنا اكثر واكثر في مستنقع الجريمة.

هذه ليست معركة الفرقان ابدا، ولا هي تأميم القنال. وواهم مسكين من يقتل جاره او زميله ويعتقد انه سيدخل الجنة فيه. كما انها ليست معركة الحضارة مع المتخلفين وانه يجب فرم لحم الملتحين تحت جنازير الدبابات. بل انها خطة خارجية تهدف الى تأجيج الصراع لتدخل الجيوش العرببة في حرب استنزاف مع الجماعات والمذاهب الدينية. فترد الجماعات والمذاهب بحرب مثلها ضد الجيوش وفي النتيجة تزحف الجيوش على بطونها وتتحطم الجماعات وتدق جماجم الشيوخ باعقاب البنادق ليعود العالم العربي حطاما تكون اسرائيل هي اقوى قطعة فيه.

لا تضعوا like لاي طرف؛ ولنشدد على ان المشاركة في الحكم هي المخرج. فلا الجنرال يحكم ولا الشيخ يحكم من دون المحبة والتصالح والمفاوضات. فليس معقول ان 18 دولة عربية وافقت على مفاوضة اسرائيل ولا توافق على مفاوضة ذاتها.