نشر بتاريخ: 11/08/2013 ( آخر تحديث: 13/08/2013 الساعة: 15:24 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
توفي سفير فلسطين في العراق المناضل ميخائيل القسوس ، وعندي فضول شديد ان اعرف من هو سفير فلسطين القادم في بغداد ، وفي تقديري ان عددا من القادة والسفراء يتمنون ان لا يكلّفهم وزير الخارجية رياض المالكي بهذه المهمة فيما هم انفسهم يتمنون ان يرسلهم الى اوروبا او شواطئ الكاريبي او بيروت او القاهرة ليصقلوا نجوميتهم ، رغم انه مرّ زمن كان يتوسل فيه القادة وكبار الرجال واصحاب الجباه العريضة وحملة الاسماء الثقيلة للزعيم عرفات ان يمنحهم شرف المهمة ايام عزّ العراق وايام كانت العراق اغنى واهم دولة عربية !!
ويبدو ان الدول العربية تعمل بعكس مصالحها ، باختلاف الدول الكبرى ، فالولايات المتحدة وايران واوروبا وتركيا والصين ترسل الى الدول الساخنة مثل العراق وليبيا اهم رجالات الخارجية واكفأ سفراء السلك الدبلوماسي ، لتحظى بعقودات اعادة البناء واعادة تشكيل السياسة بما يتلائم مع مصالح تلك الدول لعشرين سنة قادمة ، اما الدول العربية فترسل اكفأ السفراء الى الدول الهادئة والمخملية ليحظوا بالاستجمام هناك ، وترسل سفراء شبان مبتدئين او في اول الطريق الدبلوماسي الى تلك الدول التي يعاد تشكيلها عالميا وتتقاسم لحمها الشركات الاحتكارية الكبرى .
وبحكم عملي سنحت لي الفرصة ان أتعرف على معظم سفراء فلسطين في العالم ، ولا ضير في القول انهم كفاءات فلسطينية يفتخر بها ، كما ان وجود السفير المتوكل طه في ليبيا اثلج صدورنا ، لان الجماهيرية العظمى دولة " عربية عظمى " وتستحق منا ان نبذل كل جهد مستطاع من اجل معاونة اخوتنا الليبيين في اعادة اعمارها .
ولكن ومع سقوط الف قتيل في العراق في شهر رمضان لوحده على يد الحركات الاسلامية التكفيرية ، يأتي ببالنا ان نسأل :
لماذا كفّ الشعراء عن كتابة قصائد المديح في بغداد وجمال بغداد وشوارع بغداد ونخيل بغداد وانهار دجلة والفرات ؟
اين أصحاب الاقلام الذين كانوا يكتبون كل يوم ثلاث مقالات حول العراق الرشيد واهمية الموقع الجغرافي ؟
اين الفضائيات التي كانت تستضيف الخبراء العسكريين وتشرح لنا عن بوابات بغداد وتاريخها العسكري منذ هولاكو ؟
لماذا لم تعد هذه الفضائيات تبث برامج عن الارهابيين حين صاروا يفجرون شوارعها واحياءها ؟
اين المحللين والمحرّمين الذين " أقرفونا " وهم يتحدثون عن نينوى وتكريت والاعظمية ام ان اموال صدّام حسين لم تعد تصلهم فصاروا يكتبون كل يوم عن سوريا ومصر لان المعلم الكبير طلب منهم التركيز على مصر وسوريا ؟
اين منظمات حقوق الانسان والاطباء والامم المتحدة الذين كانوا كل يوم يعقدون 3 مؤتمرات صحافية حول دور المرأة العراقية ؟
اين جامعة الدول العربية التي كانت تريد ان تتأكد من عدم وجود سلاح نووي في العراق ؟
اين الوفود التي كانت تخرج من العواصم العربية الى بغداد كل يوم وتلتقط الصور في العامرية وسامراء ؟
اين الخطباء ؟ اين البلغاء ؟ وأين حقوق الطفل وحقوق الجمل وحقوق البلح وحرية نتح النخيل ؟
اين كبار القادة الذين استماتوا امام مكاتب الزعماء ليصبحوا سفراء في بغداد ؟
ام انهم الان يقرأون مذكرات واشعار ابو النواس وقصص زبيدة !!!!!!!!!!!!