نشر بتاريخ: 21/09/2013 ( آخر تحديث: 25/09/2013 الساعة: 13:50 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بوكو معناها تعليم. وقد قرر نحو مئة من العرب والمسلمين في نيجيريا قبل عشر سنوات أن التعليم حرام لانه نمط غربي من انماط الحياة الكافرة، فخرجوا مع نسائهم واعتزلوا في الجبال والغابات. وبعد ذلك صاروا يشنون غارات عسكرية ضد الدولة للسيطرة والاستنزاف!!!
وقد دخلت الولايات المتحدة الامريكية والقيادات الغربية مرحلة الانسحاب الهروبي من الشرق الاوسط ومشاكله الكبيرة، ورغم الشعور بالرضى عند المواطنين العرب عقب قرار الرئيس اوباما عدم شن هجوم عسكري على سوريا. الا ان السبب في عدم شن الهجوم أخطر من الهجوم ذاته. فالقرار لم يكن صحوة ضمير او ارتقاء الفكر الغربي الى مستوى احترام ارادة العرب، وانما السبب هو يأس القيادات الغربية وصناع القرار من العالم العربي ومن الشعوب العربية على حد سواء. فهم نادمون على الاطاحة بالزعماء والدكتاتوريات التي كانت تتحالف معهم؛ وهم نادمون اكثر على محاولتهم التحالف مع بطن السنة وتنظيم الاخوان. والاهم من ذلك أنهم قانعون أن القيادات الليبرالية والتكنوقراط لا تملك الشعبية ولا الحضور الكافي للسيطرة والفوز بالحكم.
ولا يمكن القول ان الامر قد حسم تماما، لكن الاتجاه الغالب أن امريكا تريد الانشغال لسنوات قادمة في مشاكلها الداخلية وتنافساتها مع روسيا والصين واليابان واوروبا في مجال الفلك والعلوم والتكنولوجيا وليس أن تغرق في مستنقعات الحروب والقتال في الشرق الاوسط. ولولا اسرائيل لادارت امريكا ظهرها للعرب ردحا طويلا من الزمن.
من جانبها اوروبا تبدي قلقا أقل على اسرائيل؛ واهتماما أكبر بالدول العربية في شمال افريقيا. لا سيما وأن اوروبا لها حدود مع تركيا من جهة وعلى مضيق جبل طارق والهجرة العربية من جهة اخرى.
هيلاري كلينتون وبرلسكوني وساركوزي قاموا بتضليل اوروبا وامريكا وكندا واستراليا في الربيع العربي الهلامي. ليتضح لهم أن التخلص من القذافي ومبارك لم يكن سوى البداية وأن حماية أبار النفط صارت اصعب.
ودخلت فرنسا حربا في مالي. ولكن جماعة بوكو حرام قامت بالتصعيد في نيجيريا. ولا تزال تشاد على خط النار والصومال تشتعل؛ ومع انفجار المعارك من جديد في اليمن يعود اساتذة الجغرافيا من جديد لتذكيرنا أن اسبانيا تبعد عشرين كيلو مترا عند جبل طارق عن المغرب. وان جيبوتي الافريقية تبعد عشرين كيلومترا عند باب المندب عن اليمن. وان القارة الافريقية تفتح على أسيا بشكل خطير ما يجعل من الاخوان وطالبان والشيشان مجرد رياح خلفية لجماعة بوكو حرام في نيجيريا ويفتح جروب افريقيا المخبئة وصولا الى قبائل الماو ماو والهوتو وهكذا دواليك.
ومن الظواهري المختبئ في الباكستان الى الملا عمر في افغانستان الى البلتاجي في القاهرة الى الشيخ زويد في سيناء الى البشير في السودان الى القاعدة في العراق الى جيش النصرة في سوريا الى الملالي في طهران والعمائم السوداء في وزير ستان الى القرضاوي في قطر الى اوغلو واردوغان الى هنية واسامة حمدان الى جماعة ابو سياف في الفلبين الى اخوان الاردن وشيوخ الوهابية في حائل والرياض. لم يعد المحللون قادرون على التفريق بين الاسلام السياسي المعتدل وبين القاعدة وبين السلفية الدعوية والسلفية الجهادية.
وان القول بوجود حل سياسي دبلوماسي مجرد فشل جديد؛ كما إن القول بوحود حل عسكري مجرد هرطقة. والاخطر من كل هذا كله هو عدم وجود زعيم عربي متفق عليه. وحين يولد زعيم عربي كبير ورمز من رموز التاريخ المعاصر. سنبدأ الحديث عن حلول.