نشر بتاريخ: 25/09/2013 ( آخر تحديث: 30/09/2013 الساعة: 08:15 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يتعامل المثقف العربي مع رؤساء امريكا على حد سواء باعتبار هؤلاء الرؤساء مجرد افراز طبيعي للمؤشرات الامبريالية الامريكية. وانهم على اختلاف اسمائهم واشكالهم فانهم ينفذون الادوار المنوطة بهم وبالتالي لا يمكن النظر الى الفوارق بينهم الا من الناحية السلبية وانه مهما اختلفت طريقة التعبير فان النتيجة واحدة!!!
ولا يستطيع المثقف العربي؛ مهما بلغت يساريته او اكاديمته ان يرى الفرق الكبير بين جون كندي وبين رونالد ريغان. ورغم ان الاول كان منفتحا وجرى اغتياله والثاني كان لئيما حقودا ومع ذلك كتب له التاريخ ان ينهي الحرب الباردة. ولم نتمكن من التفريق بين الرئيس جيمي كارتر الذي وهب حياته للسلام العالمي وبين الموتور المأفون جورج بوش الاب. كما لا نتكمن حتى الان من رؤية الفارق بين الرئيس باراك اوباما باعتباره رئيسا قويا عمل من اجل اصلاح الفساد الذي خلفه جورج بوش الصغير.
وقد كنت اول من انتقد منح المؤسسة السويدية جازة نوبل للسلام للرئيس اوباما. ولكن وبعد ان تمكن من التغلب على غرائز الرئاسة الامريكية واوقف حربا ضد سوريا اسمح لنفسي بالقول ان اوباما رئيسا مثقفا وقويا.
بالامس اصطحبنا الرئيس ابو مازن للقاء اوباما. وقد تسنى لي الفرصة ان استمع اليه في نفس الغرفة وهو يتحدث عن فلسطين والحل السياسي وحدود سبعة وستين والسلام والاجيال القادمة.
وقد ابدى اوباما كامل الاحترام للوفد الفلسطيني والاهم من ذلك انه ابدى احتراما وثقافة في الحديث عن فلسطين واهلها وشعبها وحقها واحلام شعبها بل انه خص بالكلام شباب فلسطين وحقهم في العمل والامل والمستقبل والتخلص من الاحتلال.
وامام اكثر من مئة رئيس دولة والاف الصحافيين القى اوباما خطابا صادما للاسرائيليين. ومن هنا من نيويورك سمعنا ردة الفعل الاسرائيلية الغاضبة.
فقد ابدى اوباما "ابو حسين" رغبة حقيقية في التوصل لحل سلمي مع ايران وتراجع عن معاداة مصر وقام بتشخيص حكم الاخوان بكل موضوعية وانهم فازوا في الانتخابات ولكنهم فشلوا في الحكم. وقرر منح الحكومة المصرية الجديدة فرصة للنجاح.
قبل مئة عام قام لينين بطرد معلمه بليخانوف من الحزب الشيوعي الروسي لانه كتب مؤلفه "دور الفرد في التاريخ" . وقد انكر لينين وجود الفوارق الشخصية المؤثرة موضوعيا ويتضح لاحقا ان بليخانوف كان على حق واخطأ لينين. وانني اقترح قراءة نص كلمة الرئيس اوباما الاخيرة امام الامم المتحدة وملاحظة درجة الاختلاف فيها لان ابو حسين يثبت حتى الان انه رئيس مختلف وانه مثقف وتقدمي بعكس العاهة جورج بوش الذي ابتلينا به من قبل .
وفي حال نجح اوباما في وقف الاحتلال واقناع او اجبار اسرائيل على الانسحاب من القدس واقامة دولة فلسطينية. فان هذا الرئيس سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه . وعلى الاقل فان مواقفه اوضح من مواقف قادة جامعة الدول العربية بشأن قضاياهم.