نشر بتاريخ: 28/09/2013 ( آخر تحديث: 01/10/2013 الساعة: 13:35 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قالوا، وربما كانوا على حق؛ إن المفاوضات وصلت الى مرحلة الموت السريري وأنها مخلوق مشوه تعب الاطباء من اعاقاته ومعاناته، حتى أن العام الجاري شهد عدة مطالبات داخلية وخارجية، فلسطينية واسرائيلية؛ لانهاء المسألة برصاصة رحمة ولكن احدا لم يجرؤ على الامر.
وقد تعايش الجميع مع هذه الاعاقة لدرجة أن مخيلتنا لم تعد تقدر على رؤية المفاوضات بشكلها الطبيعي من دون اعاقة وكأنما هناك اتفاق غير مكتوب أن المفاوضات لا تكون الا بشكلها الحالي.
ووفق الذاكرة البصرية للمشاهد صارت صورة الفشل من لوازم العمل الاخباري. ولا ضير اذا قلنا أن ملف المفاوضات من حق وزارة الصحة، فهي الاجدر به وهي الوحيدة القادرة على تأمين نفقات العلاج والتحويلات الطبية من مشفى إلى اخر بين الحين والاخر.
الرئيس أبو مازن وفي خطابه أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة قدم الشكر لدول العالم على تصويتهم لصالح دولة فلسطينية، وحذر العالم من مخاطر فشل المفاوضات، وحدد الافق الزمني لها بتسعة اشهر راح منها ثلاثة. وقد اعترف انها كانت في حالة موت سريري، وانه لولا "ماء الحياة" الذي بثه الرئيس الامريكي اوباما في هذه المفاوضات لما انبلج أي امل.
تسعة شهور هي فترة الحمل؛ وهو حمل صعب وعسير ويخشى الاطباء من مخلوق مريض ومشوه وهو خيار أخطر من مولود ميت. فلو فشلت المفاوضات فهذا هو الاحتمال الاقل خطرا وتكلفة.
عوامل ذاتية وموضوعية كثيرة قادرة على افشال أي جولة مفاوضات. ونظرة واحدة على وجه الدكتور محمد اشتية ووجه الدكتور صائب عريقات كافية لنعرف أن نسبة النجاح منخفضة جدا. بل انني أشعر في غالبية الاحيان أننا نقف امام غرفة عمليات جراحية، وأن الدكتور صائب سيخرج علينا ذات يوم وهو يقول: عملنا اللي علينا والباقي على ربنا.