الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضم الضفة او دم الضفة ؟

نشر بتاريخ: 05/10/2013 ( آخر تحديث: 09/10/2013 الساعة: 12:40 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بحرقة الفؤاد الملهوف ولوعة الوجدان المكتوي بنار الشك ، انبريت وسألت احد الاخوة المناضلين اذا كانت هذه المفاوضات التي نخوضها مع اسرائيل عبثية تماما ام انها ستسفر عن اتفاق فعلا ؟ فقال بكل تؤدة ويقين : بل انني أتمنى ان تكون هذه المفاوضات عبثية فعلا , لان اي اتفاق مع اسرائيل في هذه المرحلة وفي ظل هذا الخراب العربي الكبير سيكون في غير صالحنا وفي غير صالح القضية الفلسطينية !!!!

ولكن ماذا سيكون مصير الضفة الغربية في حال فشلت المفاوضات ؟ سألت . فأجابني بسؤال : وماذا سيكون مصير فلسطين كلها لو نجح الاتفاق ؟ وماذا سيكون مصير القدس ؟ وماذا سيكون مصير غزة التي تفقد حياتها كل يوم وتعيش في 20 كم مربع ؟ ماذا سيكون مصير فلسطينيي الخط الاخضر ومصير المثلث والنقب وبئر السبع ؟ ماذا سيكون مصير الخليل والجليل ؟

وهنا ينتقل النقاش من مرحلة هامة الى مرحلة أهم - من مرحلة هل نفاوض ام لا الى مرحلة هل تنجح المفاوضات ام لا ؟
ومن اجل المضي قدما في سيناريوهات المرحلة المقبلة ، نفترض ان المفاوضات فشلت ؟ ونفترض انها نجحت ؟ ونفترض انها مستمرة بلا هدف ولا نتيجة ؟ ونفترض اننا الاضعف ولربما نفترض اننا الاقوى ؟

ويرى المستشرقون الغربيون وصنّاع القرار السياسي في تل ابيب ان الدولة الفلسطينية الوحيدة المسموح بها هي دولة غزة ، والتي يفترضون انها ستكون العقاب الافضل لكل من تسوّل له نفسه ويطلب دولة مستقلة !!

ويرى هؤلاء ان اقامة دولة فلسطينية غربية النهر تشكل خطرا حقيقيا على معادلة الشرق الاوسط كله ، وان هذه الدولة يجب ان تبقى كفكرة وتموت كامكانية ، من خلال اعلاء صرح الوهم وتشييد الاحلام واعادة انتاج الحكم الذاتي بطرق عدة الى ان يتبدل الحال لصالحهم .

ويرى اخرون منهم ان الحل الامثل هو ضم الضفة الغربية ، وانهاء تجربة السلطة الوطنية وتحويلها الى حكم ذاتي بلدياتي ، وابقاء الدولة الفلسطينية في غزة .

ويرى اخرون ومعظمهم من اجهزة امن اسرائيل ان البديل ليس ضم الضفة بل دم الضفة ، وان انتفاضة ثالثة ستندلع وتدور عجلة الاحداث الى حيث لا يعرف لها اتجاه .

في اخر زيارة للرئيس الى نيويورك ، اغدق عليه الرئيس اوباما الوعود ، وانه في الاشهر الستة القادمة سيملك اجابات على الملفات النهائية لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي ، وهذا كلام كبير ، وكبير جدا . فيما فسحة الامل صغيرة بل صغيرة جدا .

اشهر الحمل السياسي تسعة ، انقضى منها ثلاثة وبقي ستة ، وتحبل السحب القادمة بكل الظنون .