أن يفوتنا القطار افضل من أن يدهسنا القطار

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

القائد الذي يرفع صوته ويصرخ ويلوّح بيده يكون غير واثق من رأيه وغير مقتنع بما يقوله لجمهوره . وكلّما اقسم واغلظ الايمان كلما كانت حجته ضعيفة وافكاره بعيدة عن التطبيق . فالواثق يتحدث بهدوء وبعلم وسلاسة ويقين .

الدولة التي تتحدث عن الاخلاق بكثرة , وبمناسبة او من دون مناسبة هي دولة ينخرها الفساد وسوء الاخلاق . ولذلك تتحدث لان مؤسساتها تكون قد قررت ان تخرق القوانين لصالح جماعة معينة . اما الدولة الراسخة فلا تتحدث عن الاخلاق بل تتحدث عن القوانين وتطبقها . ولا تخشى فقدان الاخلاق لانها تحتفظ بأخلاقها في خزائن الذهب .

رجال الدين الذين تغرورق عيونهم بالدموع حين يتحدثون عن الدين , يعيشون تناقض كبير مع ذواتهم ولا يؤمنون بقدرتهم على النجاح في ايصال الموعظة ، وامّا ان يكونوا هم مجموعة من الخطّائين او انهم يعتقدون ان الناس مجموعة من الخطائين والكفرة . والمؤمن الحقيقي يتحدث عن الله بكل فخر ويرفع رأسه عاليا ويبتسم لان نور الله في صدره .

المجتمع الذي يعزّز مفهوم انحطاط المرأة هو المجتمع الذي يقنع البنت ان قطار الزواج قد يفوتها وعليها ان تركض باتجاه اي عربة وبسرعة ، وفي الواقع ان هذا المجتمع يخشى ان يفوتها القطار ولا ينتبه انه يرميها تحت القطار . واذا يفوتها القطار افضل الف مرة من ان يدهسها القطار .

المسؤول الذي يعتقد ان وجهة النظر المخالفة له انما هي مخالفة للوطن ، هو مسؤول مريض ويحتاج الى علاج سريع في اقرب مستشفى ، لان العظماء والقادة كانوا يقربون منهم الذين يخالفونهم الرأي ويتعلمون منهم طريقة التفكير بصورة مختلفة .

المفاوضات حين تكون سرية ، يكون بها عوار حتى لو كانت جيدة لانها تأخذ طابع المباغتة . اما المفاوضات العلنية فقد يكون بها عيوب كثيرة لكنها تبقى مقبولة لان الجماهير تشعر انها شاركت بها وقررت في بنودها . وأجمل المفاوضات تلك التي تكون على الهواء مباشرة لانها تحمي المفاوض وتحمي القضية .