نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 02/11/2013 الساعة: 12:53 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا يزال العديد من الاسرائيليين يتحدثون عن الاسرى بحكم القانون الاسرائيلي ، ويعتقدون انه الاسرى قتلة واياديهم ملطخة بالدماء ، وقد فشل الاعلام العربي في اقناعهم ان الحديث يدور عن ضحايا مرحلة ساخنة من مراحل الصراع . ولا يدركون ان هؤلاء الاسرى لا يحترمون القانون الاسرائيلي وان خضعوا له بقوة السلاح .
الشعب الفلسطيني ، والاسرى ، والرئيس ابو مازن ، وكل فلسطيني من اي فصيل في الداخل والخارج لا يحترمون القانون الاسرائيلي لانهم ليسوا اسرائيليون ، وان حكومات اسرائيل قامت بتضليل اليهود في فلسطين بعبارة " القانون الاسرائيلي " . فلو اننا نحترم القانون الاسرائيلي ونحمل جوازات السفر الاسرائيلية برغبتنا لما كان هناك صراع اساسا .
وقد ان الاوان ان يعرف كل اسرائيلي اننا لا نحترم القانون الاسرائيلي ولا نفكر ان نحترمه ، واننا نسوق السيارات يوم السبت ولا نبكي عند حائط البراق ونطهو اللبن باللحم ونأكل المنسف ، ونأكل الخبز مع الخمير في عيد الفصح . وذلك لاننا لسنا يهودا ولا نفكر ان نعيش حياتهم . فيما هم يعيشون حياتنا ويتدخلون في سياراتنا وبطاقات هوياتنا واسماء اولادنا ويافطات السير في طرقاتنا .
نحن لا نحترم القانون الاسرائيلي ، ولا نريد ان نلتزم به لانه ليس قانوننا . ولنا قانوننا الفلسطيني الخاص الذي اقسمنا ان نحترمه ، ولنا ديننا الخاص ومدراسنا الخاصة وقياداتنا واحزابنا ، كما لا نطلب منهم ان يعيشوا حياتنا او يلتزموا بقانوننا وان يلبسوا ملابسنا وان يصلّوا صلاتنا .
وقبل ان يقتل المتطرفون اليهود اسحق رابين ، قال للاذاعة العبرية : نحن وقعنا السلام مع منظمة التحرير لكن ضباط الجيش الاسرائيلي لا يزالون يعتقدون انهم مسؤولون عن الشعب الفلسطيني ، وعليهم ان يعرفوا اننا لم نعد قوة احتلال تحكمهم .
الامر لا يتعلق بالكراهية ولا بالحب ، الامر يتعلق بالاختلاف . فنحن مختلفون عنهم وهم مختلفون عنا ... ولو فكروا بهذه الطريقة لاطلقوا سراح جميع الاسرى دون ان يلتفتوا لمهاترات نفتالي بينيت ومراهقات اوري ارئيل ... فلو اننا نطبق قانوننا على الاسرائيليين لصدرت احكاما قاسية ضد قيادات اسرائيل ، وكان شليط حوكم بالاعدام ، ومثله المتطرف ايتمار بن جبير وليفينغر وحتى ماري ريجيف .
ان الاوان ان يعرف الاسرائيلي اننا نختلف عنه ، ولا نعيش تحت قانونه ولا نلتزم بنصوصه الدستورية . اما اذا ارادوا اخضاعنا بالقوة للقانون الاسرائيلي فمعنى ذلك انه لا يوجد دولة يهودية . وان من حق اي مواطن في الضفة الغربية ان يرشح نفسه لرئاسة الدولة العبرية وربما رئاسة الوزراء والكنيست ، وان يفوز محمد أو احمد برئاسة اسرائيل مثلما فاز الافريقي اوباما برئاسة امريكا .