نشر بتاريخ: 08/11/2013 ( آخر تحديث: 13/11/2013 الساعة: 13:21 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
منذ تسع سنوات والسلطة تلف حول نفسها في أمر التحقيق بوفاة الزعيم عرفات، وقد نجحت اسرائيل في سحب فتيل الذكاء من السلطة لدرجة تثير الشفقة عليها . بل ان قناة الجزيرة القطرية تمكنت من تولي ملف التحقيق وكأنها هي المسؤولة عن تاريخ عرفات . وفي كل مرة تهرع قناة قطر لسؤالها التافه (من هي الشخصية الفلسطينية التي دست السم لعرفات ؟ ) حتى يكاد المشاهد ان يعتقد ان هذا السم يباع في الصيدليات ويحمل باليد ويرش على ملابس عرفات وليس مادة نووية لا يملكها ولا يعرف استخدامها سوى اسرائيل.
المادة السمية عجز الاطباء في تحديد نوعها ولولا الدول النووية الغربية لغادرنا الحياة ونحن لا نعرف اسمها . وهذا يعيدنا الى محاولة اغتيال خالد مشعل وكيف ارسلت اسرائيل قتلة الموساد الى العاصمة الاردنية لتنفيذ الجريمة بأنفسهم وشاء الله ان يقعوا في قبضة الامن الاردني . فهل كان هناك فلسطيني شارك في اطلاق الشعاع نحو اذن خالد مشعل ؟ وهل كان الموساد يحتاج الى جاسوس خائن او طباخ من العسس لتنفيذ الجريمة ؟ وهل استخدم الموساد جاسوس لاغتيال الشهيد المبحوح في دبي ام ارسل 38 قاتلا اسرائيليا لتنفيذ جريمة الذبح ؟ هل نحتاج الى جاسوس في رام الله لنعرف ان اسرائيل اغتالت ابو على مصطفى ؟
أسئلة الجزيرة مقصودة وتستفز الحجر؛ وهي ذات القناة التي حطت في سيرة الراحل عرفات حتى كدنا نصدق. بل انها كانت تستضيف خصوم عرفات السياسيين اذا نفذت فتح عملية تفجيرية داخل تل ابيب وتسأل : هل هذه مؤامرة وخطوة تكتيكية ام فعلا عملية نضالية ؟
القاتل معروف وهو شارون وموفاز والقتيل معروف. واداة القتل معروفة. والرغبة في القتل كانت موجودة. والان وبكل سذاجة تحاول جهات دولية وعربية تأجيل التقدم بتهمة القتل لاسرائيل بدعوى اننا نريد ان نعرف كيف دخل السم لفرشاة اسنان عرفات وملابسه! !
طيب ماذا لو مضت عشر سنوات اخرى دون ان نعرف ؟ وهل اتهام اسرائيل باغتيال الشيخ احمد ياسين والرنتيسي والجعبري كان يجب ان يؤجل حتى نعرف من هو الجاسوس في غزة الذي اعطى الاشارة للطائرة ؟
على السلطة استعادة ذكاءها بسرعة؛ وقطع الطريق على التجار الذين يبيعون ويشترون تقارير الزعيم الراحل بملايين الدولارات . وان تعرف السلطة اننا نعرف ان موقف فرنسا وطمسها الحقيقة وصمة عار في تاريخ الفرنجة. وان الشهيد عرفات الذي فتح قبره واستخرجت عظامه . لا يجب ان يقتل كل مرة ؛ وعلى من يدعي حرصه على عرفات ان يحترم ذكراه وان يحترم اخوانه الذين ضاقت بهم الدنيا في لحظة من اللحظات . لان عرفات شهيد مثل كل القادة الاخرين ويستحق من جميع الفصائل كلمة شرف ولحظة عز.