الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل هناك جهادية سلفية في الضفة الغربية؟

نشر بتاريخ: 27/11/2013 ( آخر تحديث: 03/12/2013 الساعة: 10:40 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

فور اغتيال الشهداء الثلاثة محمود خالد النجار وموسى مخامرة ومحمد فؤاد نيروخ في يطا الخليل ، بدأت اسرائيل عملية اعلامية ضخمة لتحميل المجموعة ملف القاعدة في الضفة ، وكانت الحملة سريعة وكبيرة وجاهزة ، تماشى معها الاعلام العربي والفلسطيني الى حد ما . وان كان عن طريق نقل الخبر ، جريا على العادة .

ان غياب رواية فلسطينية ، بل ان صمت التنظيمات الفلسطينية واجهزة الامن والسلطة ، يسمح للرواية الاسرائيلية بالانتشار الى حد التصديق ، فالجمهور لا يحب الصمت ولا يقبل الفراغ ، وعدم وجود رواية فلسطينية يفتح باب الفضول وتكرار تداول الرواية الاسرائيلية التي تتهم حزب التحرير بانه صار يشكل دفيئات للجهاديين ، وهذا يعني ان اسرائيل تضع الحزب في امتحان عاجل ومفاجئ .

حكومة نتانياهو صرفت انظار الجميع عن عملية الاغتيال البشعة ، وروّجت قصة سينمائية تبرّر الاعدام من دون محاكمة ، حتى يكاد العالم ينسى ان ما جرى هو هجوم عسكري مخطط على سيارة مدنية لشبان في مقتبل العمر ، بحوزتهم مسدس !!! وماذا يعني اساسا ان بحوزتهم مسدسا . كما ان اسرائيل تقتل على النوايا وليس على الافعال ، وفيما يحاسب القانون العالمي وكل القوانين الوضعية على ما يفعل كل انسان وليس على ما يتمناه ، الا ان اسرائيل تحاسب وتحكم وتنفذ حكم الاعدام بناء على النوايا والاعتقادات ، فهي تعتقد ان هذا الفلسطيني يفكر في تنفيذ عملية ضدها فتقوم باغتياله ... وهل هناك فلسطيني واحد على وجه الارض لم يفكر في لحظة من حياته ان ينفذ عملية ضد الاحتلال ؟؟؟؟

والى صلب الموضوع ، اذا كان هناك جهادية سلفية في فلسطين ام لا ؟

اعتقد ان وجود سلفية جهادية في فلسطين ليس خبرا خطيرا كما تقول اسرائيل ، وانما ردة فعل طبيعية على استمرار الاحتلال واستمرار الانقسام ، ففي فلسطين جميع انواع الافكار والتنظيمات بدءا من الليبرالية وحقوق الانسان وحقوق الحيوان وحقوق الشواذ، ومرورا بالفصائل الكلاسيكية المعروفة ووصولا الى خلايا او مجموعات تتأثر بفكر واعمال المجموعات الراديكالية الاسلامية التي يشاهدونها في دول مجاورة .

ان مواجهة السلفية الجهادية والخلايا الراديكالية لن تتم عن طريق اغتيال هذا السلفي او ذاك، فالقوة لا تستجلب الا القوة المضادة ، وانما من خلال انسحاب الاحتلال من جهة ، وفتح باب الحوار الفكري بين التنظيمات الفلسطينية والسلفيين ودعوتهم لجلسات الحوار والاستماع اليهم والى هواجسهم وافكارهم . ولا حل ابدا الا من خلال الثقافة والفكر والحوار والمشاركة . فاسرائيل نفسها تسعى منذ سنوات لتجنيد المتدينيين في صفوف جيش الاحتلال وتتحاور معهم وتستوعب مطالبهم .