الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهرطقة

نشر بتاريخ: 03/12/2013 ( آخر تحديث: 08/12/2013 الساعة: 13:13 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يمكن تحرير فلسطين الا من خلال قيادات تعمل من اجل الوطن وليس من اجل مصالحها الحزبية والذاتية ؛ ولا يمكن تحرير فلسطين من دون وجود حزب ثوري واعلام حر وثوري ورجال اعمال يحبون الاقصى والقدس وفلسطين اكثر مما يحبون الارباح الزائلة.

وبالمناسبة . كثيرون عاشوا ولا يزالون تحت طاولة الزعيم ياسر عرفات ؛ منهم افراد ومنهم تيارات ومنهم احزاب ومنهم قنوات فضائية كانت تهاجمه والان تقدس روحه. ومنهم طفيليون لم يناضلوا اكثر من غيرهم ولكنهم تعمشقوا وتسلقوا على اكتاف الاخرين ليراهم ياسر عرفات ولو بنظرة واحدة فيرضى عنهم . لدرجة انهم كانوا القشة في عينه ؛ وحاولوا حجبه عن الشعب والاستئثار بحضوره فرفعوا له التقارير المضللة والكاذبة فافسدوا ودمروا القيمة المعنوية للكفاءة؛ وحاولوا تحجيم مفهوم الوطن في " مشروعهم " فهم لا يرون الوطن الا مشروعا لهم ولعقلهم المريض ومصالحهم الخاصة .

والغريب ان هؤلاء الذين قتلوا عرفات اداريا وسياسيا وامنيا وماليا، لا يزالون حتى الان يريدون العيش على اسم ياسر عرفات حتى وهو ميت . ويروجون " حكاياتهم " معه و"بطولاتهم" الوهمية التي يجترونها هنا وهناك وفي كل ليلة تراهم يجمعون الحلقات من حولهم ويستذكرون تلك الايام " الرائعة " و" الجميلة " بالنسبة لهم وليس للشعب.

والموديل الرائج الان ان هؤلاء الفشلة والذين لا أشفق عليهم ؛ لانهم اخذوا الفرص عشرات المرات ليكونوا " محترمين " وفشلوا . الموديل الرائج الان انهم يعيدون تصنيع ذواتهم امام ألمجتمع الفلسطيني بصفتهم ورثة العرفاتية وان لديهم خلافات حادة مع القيادة الراهنة لانهم " عرفاتيون " . وقد صدقوا انهم اصحاب فكر ونموذج ثوري واعتقدوا ان الجماهير تنسى ماذا فعلوا بالعباد حين ائتمنهم عرفات على مقاعد المسؤولية . وكيف قهروا الشرفاء واذلوا النفوس العظيمة وكسروا ظهر الوطن وقربوا منهم الجهلة والغوغاء واللصوص وغرزوا رمحا في عين الوطن. ولا يريدون ان يفهموا ان الوطن لحظة عز وموقف شرف وغار ولا يمكن اختصاره في مذكرات الجنرالات الفاشلين او كنوز " المرتزقة " الذين قال عنهم المناضل المرحوم مصطفى خميس " انهم لا يكتفون بسرقة ثمار الحقل وانما يريدون تكسير الجذوع واحراق الشجر. وكأن فلسطين حديقة تثمر لمرة واحدة وممنوع ان تطرح ثمارها لغيرهم " .

القدس تتعرض للتهويد . والاقصى في خطر حقيقي . والشباب بلا عمل وخريج الجامعة يجلس سنوات يبحث عن شاغر والاستيطان يتفشى كالسرطان . وهؤلاء لا هم لهم سوى ان يعودوا ليحكموا الوطن بحجة تغيير قيادة المنظمة.

طب حرروها وبعدين خدوها . أو اتركوا للجيل القادم فرصة ان يرسم لوحة ألحرية على جدار خرائبكم.