الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عدة اسابيع فقط ويتغير وجه المنطقة

نشر بتاريخ: 27/01/2014 ( آخر تحديث: 31/01/2014 الساعة: 16:57 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

يعاني المسؤولون في الاقليم كله من صداع دائم ، ولم تعد حبوب الاسبرين تكفي ولا العلاج الروحاني ينفع ، وان لزم الامر ان يضرب بعض القادة رؤوسهم في الجدار من شدة الألم فهذا لن يفيدهم في شئ بعد اليوم . وبينما تحاول قنوات الاتصال الخلفية هذه الايام محاولة تعديل النتائج في اللحظات الاخيرة الا ان فرصة نجاح كيري باتت ضئيلة جدا جدا .

المشهد سهل ، ولكن الوقت ضيّق . وكأنما القادة في قاعة امتحان كبيرة والمراقب يقول فجاة : بقي عشر دقائق على تسليم الاجابات . ولا احد منهم يثق باجابته ، كلام في كلام وشعارات في شعارات . ولزيادة المتعة يخرج الجميع من قاعة الامتحان ويبداون بوضع علامات تقديرية لانفسهم على اجاباتهم التي اعتقدوا انها مناسبة وصحيحة .. وهنا ترتفع نسبة الخطأ اكثر وأكثر فالجميع يعتقد انه ناجح بامتياز لكن نتائج الامتحانات الحقيقية لم تظهر بعد .

نحن الان في مرحلة الدقائق الاخيرة من الامتحان الذي فرضه جون كيري على قادة المنطقة ، والجميع يقول ما يحلو له لجماعته ، يقول انه الاول في الامتحان او الاذكى ولكن في قلبه لا يوجد يقين .

القيادة الفلسطينية تعرف ان البديل عن المفاوضات هو مواجهة غير خجولة مع البيت الابيض ومع اسرائيل وان البديل الاكثر دبلوماسية سيكون مقاومة شعبية وتدويل تام للقضية في أروقة الامم المتحدة ، ومن يعتقد ان الاستقلال يأتي من دون دماء فهو شاعر لا يعرف الشارع. وفي غزة يعرف الحاكمون هناك ان الاتجاهات قد تغيّرت ، وان الخيارات المطروحة امامهم سيئة لكن القادم سيكون أسوأ بكثير .

القيادة الاسرائيلية نصبت فخا للقيادة الفلسطينية لتجبرها على رفض المقترحات الامريكية لكن احزاب اليمين والمستوطنين كانت اقلّ خبثا مما اعتقد نتانياهو فسارع نفتالي بينيت وقادة المستوطنين ورفضوا المقترحات الامريكية قبل ان يرفضها صائب عريقات ورياض المالكي . واعترف مقربون من نتانياهو ان الاخير حفر حفرة لمحمود عباس لكن نفتالي بينيت " الغبي " وقع فيها . وحكومة نتانياهو نجحت في امر واحد وهو تحويل اسرائيل الى مغناطيس يجذب جميع انواع الاعداء بلا استثناء .

في الاردن يعرفون ان تدهور الاوضاع غرب النهر يعني ان ازمة اللاجئين السوريين ستكون اصغر مشاكل المملكة ، وان الامور تتجه نحو انخراط الاردن في محاربة اسرائيل في الامم المتحدة ودعم الملك للمقاومة الشعبية وهو ما سيجعل المملكة في عين العاصفة . واذا اعتقدت السعودية انها ستلعب دور المتفرج فحسب فهي مخطئة تماما .

في سوريا يبدو ان مؤتمر جنيف 2 لم يكن كافيا لاقناع المؤتمرين بالكف عن بعضهم البعض وان استمرار استخدام الخيار العسكري لا يزال قائما ، ومن لم يمت بالسيف مات بالغضب والحقد والكراهية والطائفية .

وفي لبنان عاجزون عن تشكيل حكومة وفاق والسيارات المفخخة حوّلت حياة الجميع الى جحيم مثل العراق وليبيا وتونس واليمن . وفي الجزائر يعاني الرئيس بوتفليقة الامراض ولكنه يرشح نفسه لولاية اخرى فيما تبدو المعارك في الصومال بين الاسلاميين المسلحين وبين " الليبراليين " لا تنتهي .

في مصر ، يترشح السيسي رئيسا وسيفوز باكتساح ، ما يدفع الاخوان المسلمين " للجنون " وترى جميع الحركات الاسلامية ووسائل اعلامها تركت جميع هموم العالم ولا شغل لها سوى مصر وما يحدث فيها ، وحتى قطر التي استثمرت مليارات في الحرب السورية تركت الملف السوري وخصصت كل بث الجزيرة وقنواتها في خدمة الاخوان المسلمين .. ما يعني ان العام 2014 سيكون عام مصر التي لم تتردد في اتهام اردوغان وقطر باثارة الفتنة ، بل ان وسائل الاعلام المصرية تتهم السودان باحتضان غرفة عمليات الاخوان في الخرطوم . ما يعني ان مصر السيسي صارت خبر العالم كله وليست خبرا محليا او اقليميا فحسب .

لم يكن بالامكان أفضل مما كان ، وقد بذل كل طرف كل جهده للنجاح بمخططاته ... وكشف العلامات بات قريبا , قريبا جدا .