نشر بتاريخ: 13/02/2014 ( آخر تحديث: 16/02/2014 الساعة: 15:26 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لو جمعنا ما يكتب اصحاب الاعمدة والمقالات خلال شهر واحد في شاحنة كبيرة لما استطاعت السير على عجلاتها من وطأة الاثقال . فالاكثار من نفس الكلام يحتاج الى مخارج تسعى لتلخيص القضايا العالقة أملا في التوصل الى احكام جديدة . ولذلك ساحاول في باب محاولات هذا ان اكتب ثلاثة اسطر عن سبع قضايا راهنة :
عيد الحب -
ليس للحب عيد كما ليس له ايام وقفة ولا طقوس محددة او شروط مسبقة ، لان الحب مشاعر سامية راقية الاصل منها , اظهار أجمل ما فينا ونبذ العلّات الموجودة في داخلنا . عيد الحب مجرد صفة تجارية مسجّلة . وليس المطلوب ان يحمل العاشق ( دبدوب أحمر ) لمعشوقته يوم الحب - ان فعل لا ضير ولا تعليق - ولكن المطلوب تغليب الخير على الشر والقناعة على الطمع والجشع وان رفيق واحد يكفي ويزيد .
هداسا عين كارم -
طالما فاخرت اسرائيل بأن لديها افضل مشفى في الشرق الاوسط وهو هداسا عين كارم ، وهداسا كلمة عبرية قديمة تعني وردة فيما عين كارم قرية فلسطينية اصيلة من قرى القدس . وهذا الاسبوع عرفنا كيف ان ادارة مشفى هداسا نهبت وزوّرت وارتكبت اخطاء قاتلة وسرقت اعضاء المرضى ... لذلك لا مانع ان نفاخر بمشافي فلسطين . ومن سافر وشاهد مشافي دول العالم الثالث لا يسعه الا ان يقول لاطباء وممرضي وادارة مسشتفياتنا : كل الاحترام على هذا الصمود العظيم والنجاح الكبير .. والى الامام .
الاضرابات -
من اضراب الموظفين العموميين الى اضراب موظفي وكالة الغوث الى اضراب القطاع الطبي الى اضراب المحامين ... نسأل انفسنا : ما الذي جرى للنقابات وما الذي يجري للحكومات.. ان الحكومات والنقابات تتصارع على تقسيم الحصص فيما المواطن لا يحصل سوى على العقوبات الجماعية التي تكسر ظهره ... اعجبني رئيس نقابة زبالين القاهرة حين قال قبل ايام : سنعمل ليل نهار من اجل نظافة القاهرة وهذا عمل وطني نفتخر به ونرفع رؤوسنا .
المصالحة -
لا يمكن الصلح بين فتح وحماس ، فهل يختلط الزيت بالماء ام يختلط الزيت بالماء ؟ وجميع اللجان العربية والفلسطينية خلصت الى نتيجة ان التنظيمين يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان . والحل الوحيد هو الانتخابات الشاملة بأسرع وقت . وكل ما يقال غير ذلك مسخرة وضحك على الجمهور .
المفاوضات -
مبدأ المفاوضات الامريكي قائم على اساس النقاط وليس على اساس الحسم الجازم ، لذلك لن يكون بمقدور اي قائد القول انها نجحت ام فشلت . فالمفاوضات فاشلة وان نجحت , وهي ناجحة وان فشلت . وبالتالي ان اشاعة اجواء ان نهاية ابريل ستكون حاسمة محض هراء .. فالمفاوضات مستمرة لسنوات قادمة والبديل عنها هو تغيير الوسيط الامريكي وقواعد اللعب من جديد .
المقاطعة -
يسري موضوع المقاطعة مثل النار في الهشيم وقد نال اعجاب كل مثقف "نظيف"، وهو بديل "لذيذ وشهي " عن الكفاح المسلح ، والمقاطعة ليس مجرد بديل وانما هي معركة وجود يجب اعادة التفكير والتحضير لها قبل خوضها جديا لانه لا يوجد شئ اسمه مقاطعة " جميلة " وجزئية . فاما ان تكون مقاطعة تامة وشاملة وهذا يعني "حرب اقتصادية مجنونة " وان نعيش لعشر سنوات في تقشف كامل ... اكاد اجزم ان تظاهرات ستخرج في بعض احياء رام الله اذا اختفى الاي فون ، او الكورنفلكس عن رفوف السوبرماركت .. يجب ترتيب البيت الداخلي اكثر قبل دخول حرب اقتصادية دولية .
اعضاء البرلمان -
تعطّل البرلمان منذ 8 سنوات، وهذا ليس مبررا لان يتعطّل اعضاء البرلمان .. وباستثناء ثلث الاعضاء يعملون فان ثلثي الاعضاء لا شغل لهم سوى توزيع الابتسامات على المواطنين. لنفترض ان الانتخابات تأجلت 8 سنوات اخرى فهل سيبقى هؤلاء بلا عمل ووكلاء الابتسامة في الوطن.. حلّلوا قرشينكو واشتغلوا ، شوفوا مشاكل الناس والناخبين .