نشر بتاريخ: 26/02/2014 ( آخر تحديث: 01/03/2014 الساعة: 13:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
هناك نظرية معروفة في الاعلام تقول : واصل تكرار المعلومة التي تريد ايصالها للجمهور لفترة طويلة وسرعان ما تصبح حقيقة في اذهان الناس ... وهذا ما حدث معنا في فلسطين ، حيث وطوال عشرين عاما ظلّ العالم يقول لنا ان الحل الانسب لقضيتنا هو ( دولتين لشعبين ) حتى صدّقنا الأمر . ولم يشرح لنا احد من قبل ان المقصود دولة من طابقين .
ان المشروع القائم منذ مؤتمر مدريد ، و عملية السلام الامريكية المستمرة منذ عشرين عاما تقوم على مبدأ دولتين لشعبين ، حتى اصبح ذلك من المسلمات البديهية ، ولكننا بمجرد ان نرفع الغشاوة عن عيوننا قليلا ونفكر بعيدا عن مراوح السياسة الدولية وتياراتها القوية سنجد ان الواقع لا يمكن ان يقود لدولتين منفصلتين بتاتا ، بل ان الواقع يؤكد ان دولة فلسطين واسرائيل تشبهان شقتين فوق بعضهما في نفس البناية ولهما نفس البوابة ونفس موقف السيارات ونفس انتينة التلفزيون ونفس موجات الراديو ونفس الذبذبات ونفس الحديقة الخلفية ، نفس الكهرباء وتمديدات المياه وحتى المجاري ومياه الصرف الصحي نفسها ، نفس السيارات ونفس الشوارع ونفس الشوارب والجوارب ، نفس الاشجار والاخيار والاشرار والاجواء والهواء ونفس الاسعار والضرائب والاهم نفس العملة والموانئ والمطارات والطيور والمناخ والرصد الجوي ... ولو طار عصفور او زرزور عن شجرة تين في قرية بتير ورفرف عدة مرات سيجد نفسه فوق الكنيست خلال رمشة عين ولو عطس عربي في يافا لقال له اهل طولكرم : يرحمكم الله .