الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عنزة قطر وغزال اوكرانيا

نشر بتاريخ: 06/03/2014 ( آخر تحديث: 09/03/2014 الساعة: 12:23 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

قال لي احد الاصدقاء القطريين وهو يضحك ونحن نشرب الشاي في الدوحة : ان قناة الجزيرة فضحتنا ولم تترك لنا صديقا في هذا العالم ، حتى انني ذات يوم ذهبت لزيارة احدى الدول العربية فسألني سائق سيارة الاجرة في المطار من اين انت ؟ وأجبته من قطر . فأجابني سائق سيارة الاجرة : طبعا انا اعرفها انها عاصمة الجزيرة . وحين تدخّل صديقي لتوضيح الامر وان يشرح له ان قطر هي الدولة وان عاصمتها الدوحة وان الجزيرة مجرد قناة تلفزيونية تعمل في خدمتها . رفض سائق الاجرة تصديق هذا الكلام وقال له انا متأكد ان الجزيرة هي الدولة وان قطر هي عاصمتها . قلت له انا ايضا لا أصدقك بل اصدق سائق سيارة الاجرة . فضحك كثيرا وقال معكما حق .

ولم يتوقع المحللون خطوة السعودية والامارات والبحرين سحب السفير من قطر ، ولكن الخبر أسعد الكثيرين بينهم انا . وباستثناء بعض " المحللين السياسيين " الذين يخدمون قناة الجزيرة لم اقرأ على مواقع التواصل الاجتماعي اي احتجاج على هذا القرار ، ويبدو ان خصوم قطر صاروا جيوشا من كثرة عددهم .

الجزيرة وعاصمتها قطر ، تركت خلفها في العقد الاخير جيوشا من الايتام ، ويعتقد خصومها انها بثت السوداوية في قلوبنا وحاولت ان تثبت للمواطنين بالقطع اننا امّة فاشلة وحقيرة ولا أمل بشفائها ولا غرابة ان عشرات الاف ابناء الامة يهاجرون على متن السفن غير الشرعية ويهربون. ويرى خصومها انها لم تترك لها اي صديق في اية دولة ، وباستثناء دفاعها عن تنظيم الاخوان المسلمين لم تقل كلمة طيبة بحق اي احد ، وانها اظهرت ابناء العالم العربي امام المشاهدين وكأنهم ثلة من المنبوذين ومجموعة من العملاء لوكالة السي اي ايه وعصابة من اللصوص ، لم تذكر ان هناك من بنى مدرسة او زرع وردة او رفع جسرا بل قدّمت العالم العربي على انه يستحق الحرق في افران هتلر ، ولم تمدح سوى خلايا القاعدة والشيخ اسامة بن لادن وهم يفجّرون الاسواق والمساجد وجماعة الاخوان ونظرياتهم العنيفة حول الحياة والحكم .

قطر ، عنزة الخليج الجرباء تقف اليوم بكل غازها وكازها وملياراتها وديوان اميرها وفلاسفتها وتنظر الى حطام العالم العربي ، تقف وقد تركت دخان الحرب الاهلية تتصاعد من كل مدينة وقرية دخلتها كاميرا قناتها ، تقف العنزة وتنظر الى العراق تحترق وسوريا تدمّر وفلسطين تحاصر وتجوع والقدس تتهود وليبيا تذبح واليمن تشتعل ، وفقط مصر هي التي كسرت الصمت العربي وطردت قطر عمليا من قطيع العرب كما يطرد الراعي عنزة جرباء.

من جانب اخر يتابع العرب اخبار الغزال الاوكراني ، غزال البحر الاسود ، ويشاهدون على البث المباشر كيف يتقاتل عليه " الدب الروسي" و " الحمار الامريكي " والعالم كله يلتقط انفاسه رعبا مما قد يحدث ، وتتململ الجيوش وتتقدم البوارج والغواصات ، لمعرفة ما سيحدث في كييف .

بالتأكيد لن تقوم القيادة الفلسطينية بسحب سفيرها في قطر !