الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بدأت مرحلة جديدة .. والله أعلى وأعلم

نشر بتاريخ: 02/04/2014 ( آخر تحديث: 05/04/2014 الساعة: 12:13 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

الاسرائيليون لا يصدقون ان "ابو مازن" سيتوقف عن المفاوضات ، لان الحكومة اليمينية في اسرائيل وبمساعدة الاعلام الاسرائيلي الذي يلعب دور " شاهد الزور " . اقنعوا انفسهم واقنعوا الجمهور الاسرائيلي ان الفلسطينيين لا يملكون اي خيار اخر سوى ما تقوله اسرائيل ، وفي النهاية هم احرار في استنتاجاتهم واوهامهم ، ولكن هناك رضى شعبي كبير لخطوة القيادة وقف المفاوضات .

قبل نحو شهرين قدّم د. صائب عريقات و د. محمد اشتية استقالتهما من المفاوضات ردا على انحياز الوسيط اليهودي مارتن انديك ، ونظرت اسرائيل وامريكا الى هذا الاستقالة على انها " مزحة " ومدعاة للتندر في الصالونات السياسية ، ولم ينتبهوا ان الرئيس اخذ الاستقالة بكل جدّية ووضعها في حقيبته واحتفظ بحقّه في قبولها في الوقت المناسب .

ومن حق اي مواطن ان يشكك في قرار القيادة الفلسطينية وقف المفاوضات ، لان الرئيس ابو مازن يعلن في كل واد ان المفاوضات هي الطريق " الوحيد " لتحقيق حلم الدولة . وهو امر يدعو كل مراقب للتفكير مرتين في قراءة المشهد . فمن جهة تدعو القيادة الفلسطينية الى المزيد من المفاوضات ومن جهة بدأت فعلا توقيع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لتحقيق حلم الدولة من دون اعتراف اسرائيل او موافقة امريكا !

ولكن السيناريو الاخر قد يكون اكثر منطقية ، فالقيادة الفلسطينية وصلت الى قناعة تامة ان نتانياهو أفشل المفاوضات وسيعمل على افشالها لمئة عام قادمة ، وان الاشهر التسعة الماضية كانت هباء منثورا ولم تحقق اي تقدم ولو سنتم واحد الى الامام ، وأثبتت ان الولايات المتحدة راع ظالم للمفاوضات وتكمل الدور الاستعماري الاسرائيلي وان وجودها كراعي لعملية السلام جاء ليمنع الامم المتحدة والمحافل الدولية من التقدم باية حلول او مبادرات اخرى . كما ان السنوات الثلاث التي سبقت وجرى تجميد المفاوضات فيها لم تحقق ايضا ما يريده الشعب .

المفاوضات فاشلة ، وتجميد المفاوضات من دون القيام بأية بدائل اخرى لا يقل سوء عن المفاوضات نفسها ، والحلول المطروحة امام القيادة الفلسطينية لم تعد اختيارية ، بل منعطفات اجبارية لا جدال فيها .

والقيادة السياسية كما قيادة السيارات، فيها ارشادات توجيهية، وفيها تحذيرات ، وفيها اشارت مانعة . ونحن هنا في هذه اللحظة امام اشارة ممنوع الدخول ، والانعطاف اجباري لا محالة .

انتهت المفاوضات ، وفي 29 الشهر يستطيع السياسيون ان يلتقطوا الصور التذكارية مع " المرحومة "، وسندخل فترة جديدة ولعبة جديدة بقواعد جديدة من دون الولايات المتحدة ، قد تبدأ بالذهاب الى الامم المتحدة ومقاومة شعبية ، وقد تنتهي بتغيير قواعد اللعب في الشرق الاوسط كله . والله أعلى وأعلم ...