الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضحك بلا سبب ليس قلة أدب

نشر بتاريخ: 03/05/2014 ( آخر تحديث: 06/05/2014 الساعة: 21:14 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ سنوات لم نشاهد اي قائد في اسرائيل يبتسم ، وكأننا نحن الذين نحتلهم وهم تحت الاحتلال ، . وما ان تقرأ الصحف العبرية او تشاهد محطات التلفزة العبرية حتى ترى نتانياهو مخنوقا غاضبا وخائفا ويشكو الهوان والقهر واحتقار العالم له ولحكومته ، حتى اصبح الامر بينه وبين امريكا نفسها ، او مع اوروبا والغرب !!!

افتح على قنوات التلفزة الاسرائيلية ستجد وزراء اسرائيل غاضبون وخائفون ، وجوهم عابسة ويحترقون بنار اليأس والهوان ، يشكون ويبكون ضنك العيش وشح الاصدقاء ، حتى جنازة شارون نفسها لم يحضرها سوى 40 نفرا فيما شاهد العالم جنازة عرفات ونلسون مانديلا وشاهد الفرق بين زعيم ثورة ينشد الحرية وزعيم احتلال قرر لنفسه ان يدخل الى مزبلة التاريخ .

تشاهد قادة التنظيمات الفلسطينية ، ورغم الحصار والتهديدات والاغتيالات وضيق اليد ، الا انهم مبتسمون ، ابو مازن يطلق النكات واسماعيل هنية مبتسم وخالد مشعل هادئ وكأنه يعمل في حقوق الانسان ، مروان البرغوثي من داخل زنزانته يزرع الامل في نفوسنا ، واحمد سعدات يرفض كل عروض الاغراء والسلطة . فتحار في امر هؤلاء وتحار في امر اؤلئك !!!

من يحتل من ؟ ولماذا يستمد كل العالم معنوياته العالية من اهلنا في غزة ، فيما سكان تل ابيب والخضيرة وبني براك وهيرتسيليا خائفون ان يرسلوا اولادهم للنوادي الليلية ؟

وكانما اعطت امريكا لاسرائيل كل ما تحتاجه ، لكنه لن تستطيع ان تعطيها السعادة والثقة بالنفس وهدوء البال ... وكانما ارادت السماء ان تمتحن الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة وفي الشتات ، لكن الله ثبت قلوبهم واقدامهم على هذه الارض فتراهم يبتسمون ويضحكون .

مرة اخرى - لماذا يصرخ نتانياهو ووزراء حكومته ويتباكون ويطلبون من العالم ان يقف الى جانبهم ؟ لماذا لا يشعر رئيس اركان جيش الاحتلال بالطمانينة رغم انه يملك الطائرات النفاثة والغواصات النووية وعشرات مليارات الدولارات ميزانية لاجهزة الامن والدعم الامريكي ؟؟

في اذار 2013 وقف الرئيس الامريكي باراك اوباما وقال ليهود اسرائيل : ان القبة الحديدية والجدران لن تحقق لكم الامان ولا السلام .. ولكنهم لم يفهموا ذلك ... وجميعنا نعرف ان كل اسرائيل يحمل اكثر من جواز سفر للهرب حين تقع الواقعة . ونعلم ايضا ان 10 ملايين فلسطيني في الشتات والمهجر يتمنون لو يحصلوا على رقم وطني للعودة الى هنا .

ويعرف الجمهور من يبتسم دائما ولماذا ؟ ومن يشكو دائما ولماذا ؟ ما يذكرنا بعبارة الاديب الراحل ايميل حبيبي ( اذا ضحك السجناء كلهم سيبكي السّجان ) .. وهو الذي قال : اضحكوا بسبب او من دون سبب . واذا قالوا لكم ان الضحك من دون سبب من قلة الادب ، فقولوا نحن قليلو أدب . المهم ان تضحكوا حتى يبكي السجّان .