نشر بتاريخ: 10/05/2014 ( آخر تحديث: 13/05/2014 الساعة: 11:37 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في العاصمه الاردنية عمان ينعقد ملتقى المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي بقيادة الزميل نضال منصور، وبعنوان الاعلام الالكتروني، شارك نحو 170صحافيا واعلاميا وفنانا عربيا و38 صحافيا دوليا. ولم يكن النقاش سهلا ولا ممتعا؛ وانما ازدادت المخاطر واتسعت الظنون.
شباب في عمر الورد قتلوا في الساحات وصحافيين قتلوا لانهم حاولوا تحدي الدولة الفاشلة أو العصابات والميليشيات المسلحة التي حاولت ان تغتال الكاميرا أو ان تخنق تويتر وتسحل الفيسبوك وتصلب الواتس أب !!!!!!
صباح الجمعة بدأ المؤتمر؛ وشاركنا بما اعتقدنا انه الممكن، وقد كان حضور الصحفيين الفلسطينيين مميزا ونوعيا سواء على المنصة او في اللجان.
ولكن الاسئلة كانت صعبة والاجابات شحيحة. فالازمة السورية وباقي التجارب صارت شبحا يحوم فوق رأس الصحافيين. ووجدنا انفسنا دون ان ندري نفاضل بين الحكومات المتخلفة وبين المجموعات الارهابية المتخلفة. فازدادت حيرتنا وشقينا بحسن ظن صاحبة الجلالة.
وبعد اربع سنوات من الربيع العربي يتضح ان الثورات الشعبية قد سرقت. وان القوى العظمى والاحزاب والشركات الكبرى والكارتيلات وعصابات السلاح والراديكاليين والدول الغنية ووسائل الاعلام الغنية التي تملك مئات ملايين الدولارات تمكنت من عنق الثورات وتحاول تجييرها لصالحها. وحتى الدول الاستعمارية صارت ترفع عقيرتها وتدعي تأييد الثورات!!!!
ومع كل هذه الفوضى يبقى العامل الاهم والاخطر هو الاعلام الالكتروني. حيث يمكن لاي عابر سبيل أو معلم مدرسة أو محام أو ربة منزل أو طفل أن يسجل وينشر ويفضح أخطر الجرائم واهم الاحداث. وكذلك مجموعات الفيس بوك ونشطاء تويتر والانستجرام والواتس أب والفايبر علما ان الاحتلال الاسرائيلي يمنع حتى الآن نظام "3 جي" عن الارض المحتلة. واسرائيل هي المكان الوحيد في العالم من بين جميع الدكتاتوريات والتي لا تزال تحارب التكنولوجيا والهواتف الذكية.
ومثل حال جميع الدكتاتوريات والطغاه حاولت اسرائيل محاربة التكنولوجيا وتمنع البث المباشر من المسجد الاقصى والبلدة القديمة في القدس ولكن هذا لم يمنع شبان فلسطين من فضح جرائم التهويد والاستيطان والظلم والقهر.
بعد اربع سنوات من احداث العالم العربي يبدو ان جميع الاطراف تريد سرقة الربيع العربي لصالحها؛ ولكن الحرية دائما تنتصر. وتكنولوجيا المعرفة دائما تنتصر على الجهل، وربما تلاحظون دائما ان الطغاة والجهلة هم الاكثر تسلحا وان ابطال الحرية غالبا لا يحملون السلاح؛ وينتصرون بابسط الاسلحة مثل الابتسامة والصورة والاغنية والرسمة والبيانو والوتر. والاغنية تنتصر على الطائرة والوتر ينتصر على الصاروخ.