الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

" لحم كلاب في ملوخية "

نشر بتاريخ: 13/05/2014 ( آخر تحديث: 17/05/2014 الساعة: 21:07 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

حين كان يشكو سكان القدس المحتلة ضد مهندسي بلدية الاحتلال ويصرخون انهم مرتشون وفاسدون ويهدمون بيوتهم وعقاراتهم ويمنعون بناء المنازل العربية ، لم يصدّق اي قاض اسرائيلي ولا اية وسيلة اعلام اسرائيلية شكاوى العرب " المساكين " . ولكن قرار المحكمة الاسرائيلية اليوم بادانة مهندس البلدية والحكم عليه بالسجن بتهمة الرشوة والفساد تؤكد كل ما قاله سكان القدس المحتلة .

وهناك مثل عربي يقول " لحم كلاب في ملوخية " في اشارة الى صعوبة معرفة الحقيقة ، فمن الصعب جدا ان تتفحص نوع اللحوم ، اذا كانت مطبوخة مع ملوخية ، فلن تستطيع ان تعرف اذا كان لحم أرنب ام لحم كلب .

ونحن لن نستطيع ان نعرف الحقيقة ، ومن هو الفاسد في بلدية القدس ومن هو البرئ ، لان المحاكم الاسرائيلية تنتصر للخصم اليهودي ، وهو ارث توراتي يؤكد : اذا تقاضى يهودي وغير يهودي امام قاض يهودي ، على القاضي ان ينتصر لليهودي ضد الأغيار .

والمحاكم الاسرائيلية هي محاكم يهودية ، تنتصر لليهود بشكل عنصري ، حتى لو كان القاضي عربي ، فان نظام القضاء والتشريعات مؤهل للانتصار لليهودي ضد غير اليهودي . وان لدينا اثباتات مقرونة بشهادات من قضاة اسرائيليين متقاعدين تؤكد ان المحاكم الاسرائيلية كانت تحكم على العرب لانهم عرب ، وليس بموجب القانون طول فترة الاحتلال .

اسرائيل مثل اي نظام عنصري ، تحفر قبرها بيدها ، وتتسبب بعوامل انهيارها ، وها هي ادانت رئيسها كتساف بالاغتصاب وادانت رئيس وزرائها بالرشوة والفساد ، ومثلهما الحاخامُ الإسرائيليّ يعشياهو بينتو.. والذي يُعدُ أحدَ مهندسي تأسيسِ المدارسِ الدينيةِ اليهوديةِ المنتشرةِ في مختلفِ ارجاءِ العالم.. يعشياهو هو نفسُه مؤسسُ إمبراطوريةِ الفسادِ من إسرائيلَ الى بلادِ العمّ سام.. فقدِ استطاعَ أن يصبحَ المستشارَ المؤتمَنِ لكبارِ رجالِ المافيا الإسرائيليينَ وضباطِ الجيشِ ولسياسيين ووزراءَ سابقينَ وحاليين.. قضايا الفسادِ التي تلاحِقُه تكادُ لا تُحصى/ كما ثروتُه التي تقدرُ باكثرَ من خمسةٍ وسبعينَ مَليونَ دولار

والفسادُ في اسرائيلَ ليس اكتشافاً جديداً ، فمنذ سنوات ، اصيبَ رجالُ الجماركِ في تل ابيب بالصدمةِ حين اكتشفوا ان وزيرَ الطاقةِ سجيف يهرِّبُ حبوبَ الاكتستازي والمخدِّراتِ في علبِ الشوكولاته، وحكِمَ عليه بالسَجنِ اربعَ سنوات.
قضايا الفسادِ أيضاً تورطَ فيها رؤساءُ وزراءَ كشارون وأولادِه ، ووزراءُ كبينوزوري وليبرمان واريه درعي .وحتى نساءٌ مثلُ شولا زاكين مديرةِ مكتبِ نتانياهو

وبرزَ أخيراً فسادُ الشركات مثلِ شركةِ بناءِ المستوطناتِ سوليل بونيه ، وفسادِ البنوك، وتشيرُ الاحصاءاتُ الى ان عائداتِ الفسادِ في السوقِ السوداءِ تتجاوزُ سبعةَ ملياراتِ دولار. لذا يعتقدُ ثمانيةٌ وثمانون في المئة من الاسرائيليين ان حكومتَهم يعشِّشُ فيها الفساد.
والأغرب من كل هذا ... ان وزارة الخارجية الاسرائيلية ومعها وسائل اعلام تتهم القيادة الفلسطينية بالفساد !!!!!!