الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تبدو بيت لحم قرية فقيرة .... لنبدأ تطوير بيت لحم الكبرى

نشر بتاريخ: 26/05/2014 ( آخر تحديث: 29/05/2014 الساعة: 10:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لم ينم المسؤولون في مكتب نتانياهو وفي وزارة الخارجية الاسرائيلية الليلة الماضية . وكانت صدمتهم كبيرة بالخطوة التي قام بها الحبر الاعظم عند جدار بيت لحم ، حيث ارتجل من سيارته ونزل امام جميع كاميرات العالم ولمس الجدار الشاروني العنصري بيده وصلى من اجل زواله .

الجنود الاسرائيليون الذين كانوا على الجدار اصابتهم الدهشة ولم يعرفوا كيف يتصرفوا ، وقد شاهدهم الصحفيون وهم يحاولون الاتصال بمسؤولينهم يطلبون تفسيرا او اجابة . قداسة البابا يصلي من اجل زوال الجدار ، ورغم صمته اوحى للعالم بان هذا الجدار يجب ان يزول .

والفرق بين قداسة البابا وبين سئ الصيت رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني ، ان برلسوكني حين زار بيت لحم سأله الصحفيون عن موقفه من الجدار : فقال بكل برادة صدغ ( انا لم أر جدارا ) !!!!
والاسوأ منه المنقشع جورج بوش الصغير حين زار بيت لحم ، سأله الصحفيون في المؤتمر الصحفي بالمقاطعة عن الجدار والحواجز فأجاب : انا جئت الان من القدس ولم يوقفني اي جندي اسرائيلي ولم أر حواجز او جدار !!!!

وكشف تلفزيون اسرائيل القناة العاشرة اليوم ان المسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية وفي مكتب نتانياهو ظلوا في قلق وخوف طوال الليلة الماضية وهم يفكرون في كيفية مسح صورة قداسة البابا وهو يصلي من اجل ازالة الجدار ، من ذاكرة العالم . لا سيما وان جميع وسائل الاعلام في العالم اخذت الصورة واعتبرت هي الاهم في كل الزيارة .

وهذا الجدار اقيم اساسا قبل عشر سنوات مكان محل للحلويات ، وقد تواطئت اسرائيل مع بعض اللصوص والانذال في تزوير صفقة بيع ووضع يدها على هذه المنطقة وضمها لقبة راحيل وتحويلها الى ثكنة عسكرية . ستزول انشاء الله كما سيزول الذين تواطئوا معها .

وتكشف القناة العاشرة ان " عباقرة " السياسة والدبلوماسية في اسرائيل ، تفتقت عقولهم عن فكرة مضادة وهي ان يطلب نتانياهو من قداسة الابا ان يلامس جدارية اقامها الاستيطاني اليهودي في جبل الزيتون ( وليس جبل صهيون ) ، وقد فوجئ قداسة البابا حين طلب منه نتانياهو بكل وقاحة ان يسر معه عدة امتار ليقف عند تلك الجدارية الاستيطانية .

وقد فرحت اسرائيل فرحا عظيما ، وقررت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعميم الصورة على كل وسائل اعلامها في العالم مع عبارة نتانياهو : نحن نحب السلام ولكننا نقيم الجدار لنحمي انفسنا من القتلة !!!

الاحتلال لا يتعلم من دروس التاريخ ، ويبقى في الدرك الاسفل من الاخلاق ـ ولا يمكن ان يرتقي لمستوى اللحظة الروحانية ، وفيما يصرخ قادة اسرائيل بأنهم يريدون دولة يهودية يقولون للبابا انهم يحبون السلام بين الاديان !!!

على كل حال فقد اثبتت بيت لحم امس انها بحاجة الى مئات المشاريع والعمران والمؤسسات المدنية الحديثة . وان استمرار السلطة في ادارتها على اعتبار انها قرية كبيرة يلتقطون فيها الصور مع الضيوف لن يفيد بيت لحم في شئ ولن يفيد المسيحيين ولا المسلمين فيها ، وعلى الوزارات والحكومات ان لا تكتفي باستقبال الضيوف في ساحة الكنيسة والتقاط الصور والمغادرة .
بيت لحم قلب الديانة المسيحية في العالم ، واذا كان الاحتلال يمنع علينا من اعادة اعمار القدس حاليا ، فيكفي حتى الان بنايات شاهقة وابراج في رام الله ، ولتبدأ الحكومات فورا بنقل المشاريع الكبيرة لاعلادة اعمار وهندسة بيت لحم بل انه لا يوجد مانع في توحيد بلدياتها الثلاث ( بيت لحم - بيت جالا - بيت ساحور ) في بلدية كبيرة وضخمة ذات مجالس بلدية متنوعة وهي فكرة طرحت عند دخول عرفات المدينة قبل عشرين عاما ، فهي الان مجرد مدينة عشوائية تفتقر للنظام الهندسي والتخطيط الاستراتيجي وفيها تجاوزات البناء وبناياتها لا تملك مواقف للسيارات ومصاعد البنايات تفتقر للصيانة ونظام المواصلات فيها ارتجالي وتفتقر لهندسة السير واماكن السهر للحجاج والسياح كما لا يوجد فيها مولات واسواق مفتوحة 24 ساعة وطرقاتها صعبة وبلدياتها فقيرة وغير منظمة . وشكرا للرئيس الروسي بوتين الذي تذكرها بعدة مشاريع اعمارية كبيرة في السنة الماضية .