الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتح القوس ( حكومة وفاق وطني

نشر بتاريخ: 01/06/2014 ( آخر تحديث: 04/06/2014 الساعة: 12:33 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ما فعله وفد منظمة التحرير ووفد حماس في اتفاق مخيم الشاطئ في نيسان الماضي كان انجازا كبيرا ، وتمكن الطرفان من طي صفحة سوداء في تاريخ الشعب . ولكن المخاوف كثيرة والمصالح متشعبة والقيادتان مترددتان امام تعقيدات المرحلة وخصوصا مواقف الدول الاقليمية والدولية .

ولا تزال اسرائيل هي أخطر عدو على حكومة الوفاق الوطني ، وفي حال قامت باستعداء الحكومة القادمة فان الامور ستتجه صوب مفترقات لم تكن تخطر ببال رام الله أبدا . ومن جهة ثانية لا تزال الولايات المتحدة تقف متفرجة و "تلعب بالنار " ومثلما فعلت بالسيسي تفعل مع ابو مازن ... وتريد ان تعرف اولا من هو الطرف الاقوى في المعادلة الداخلية الفلسطينية وبعد ذلك تقرر .

الامن الاسرائيلي يؤكد لواشنطن ان حماس هي الاقوى وانه لولا اجهزة امن السلطة في الضفة الغربية لكانت حماس اكتسحت مثلما غزة وهو امر يزيد من قلق امريكا ويدفعها للتردد تجاه حكومة الوفاق الوطني . وبالفعل فان حماس تركت الحكومة لكنها لم تترك الحكم في غزة . فيما يدخل قادة متعددون على الرئيس ابو مازن ويؤكدون له ان انتخابات الجامعات والمحليات تثبت ان فتح تكتسح وان حماس في تراجع كبير .

القيادة الفلسطينية من جانبها تحاول ان تلعب على الهوامش ، وتريد ان تغمز للعالم ان الحكومة لم تتغير فعليا وان رئيسها رامي الحمد الله باق وان الوزراء الاخرين تكنوقراط وليس لهم اي صلات تنظيمية ، ولا أعرف من أقنع القيادة ان هذا هو الشكل الافضل لتقديم المرحلة الجديدة !!! وليس سرا ان قيادة منظمة التحرير قلقة جدا مما فعلته وتفعله وخصوصا في حال قاطعت امريكا واسرائيل الحكومة الجديدة ، دون الحاجة لان نؤكد ان القيادة ليس لديها خطة ب وماضية في خيار المفاوضات ولكن بشروط وظروف أفضل . وفي رام الله قلقون ويقولون همسا : نحن نريد رفع الحصار عن غزة لكننا لا نريد استدعاء الحصار للضفة .

أزمة المالكي وتحويل وزارة الاسرى الى هيئة مجرد فقاعات خلافية ، وأيام الزعيم ياسر عرفات كان يرفض اعتبار قضية الاسرى من الملفات النهائية ، ويصرخ في الغرفة بكل صوته : ان الاسرى تحصيل حاصل لاي اتفاق ولا يجب تحويله الى ملف مركزي لان اسرائيل ستلوي ذراعنا في هذا الملف . ولكن اداء السنوات الماضية كان بعكس توصيات عرفات فقد عملت الحكومات المغفور لها على تحويل ملف الاسرى الى ملف ملتهب ونهائي واصبح الان اهم من ملف القدس وحق العودة !!!!

من ناحية غزة ، لم نسمع حتى الان اي مسؤول مصري يؤكد ضمان فتح معبر رفح 24 ساعة ، ما يعني ان هيئة المصالحة يجب ان تضمن اجابات قاطعة من جانب السيسي قبل ان يتحول ملف معبر رفح الى قائمة ملفات الحل النهائي .