نشر بتاريخ: 14/07/2014 ( آخر تحديث: 17/07/2014 الساعة: 12:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كثرة الكلام تنسينا الافكار ، وضرب الأمثلة يفقدنا التركيز ، والحديث بلا انقطاع يجعلنا نقع في الاخطاء .
وقبل عام 1994 كان الفلسطيني يحتاج و " يتوسل " كل الدول العربية وكل مخابرات الخليج من اجل الحصول على تأشيرة او فيزا أو وثيقة سفر ، واعرف اصدقاء لي اضطروا لحمل جواز السفر الغاني او الموزمبيقي ليستطيعوا السفر والدراسة والزواج . حتى جاء المؤسس الراحل ياسر عرفات ومن اكبر انجازاته أنه منحنا جواز سفر خاص بنا . فشكرنا كل الدول العربية والافريقية التي ساعدتنا عشرات السنوات بوثائق مرور ( لغاية الان في لبنان وسوريا يعاني الفلسطينيون من وثائق مرور ) . وطوينا تلك الصفحة .
مصر قدّمت جيشا من الشهداء لفلسطين ، وجيشها العظيم حارب بكل أصالة من اجل القدس ودفاعا عن الشعب الفلسطيني ، لكن مصر الان تعاني من مشاكل الارهاب والتفجيرات ، وقد تكون مصر غاضبة من حماس ولنفترض انها على حق كامل ، لان حماس والاخوان واحد . وقد يكون المواطن المصري يخشى على امنه وأمن جنوده في سيناء ويريد ضمان عدم وجود خلايا تخريبية في شبه الجزيرة ، مع ان هناك قنوات فضائية أضرّت بمصر اكثر من كل الشعب الفلسطيني . ولكن وبما ان هذا هو الواقع المرير نريد ان نعود الى أفكار الزعيم المؤسس عرفات الذي قام ببناء ميناء غزة ولكن اسرائيل قصفته ، وقام ببناء مطار الدهنية ولكن اسرائيل دمرته ، وقام ببناء امن فلسطيني وشرطة بحرية ولكن اسرائيل دمرته ، وبناء على افكار التكنوقراط " الذكي " قمنا بحل حرس الرئاسة السابق القوة 17 . فماذا حصل اذن ؟ وهل خبراء التكنوقراط الذين نصحوا امريكا بذلك حققوا لنا سلام ودولة ؟ لا . بل حصلوا على داعش وصواريخ وديناميت وسيارات مفخخة !!!
لو كان من حقي الكلام ، لأعلنت امام جميع العرب اننا وبشكل مؤقت لا نريد معابر ولا حدود ، ولا نريد نفط ولا وقود من اي دولة عربية او خليجية ، نريد فقط ان يتركونا نجرّب حظنا ونعيد عمل مطار غزة ومطار قلنديا ، نريد ميناء غزة . ونحن نتدبر امرنا مع العالم . وان كان ذلك يريح ضميركم فنحن لا نريد أي شئ من أية دولة عربية الى حين يفرج الله الهم وتتخلص سوريا من الدمار ومصر من الارهاب والعراق من التفجيرات وليبيا من الفلتان.
وقد يقول البعض اننا غير جاهزين لبناء دولة لاننا مجرد تنظيمات . وبعيدا عن الشفقة من اي نظام عربي، فقط بعد ان نتخلص من الاحتلال ، اتركونا نحاول ان نتدبر انفسنا مع دول أمريكا اللاتينية والدول الشيوعية وفنزويلا واصدقاءنا البوذيين في الصين واليابان وفيتنام ولاوس وتايلندا . ولتأخذ جامعة الدول الاسلامية وجامعة الدول العربية استراحة قليلة .. ولنر اذا نستطيع ان نقيم أفضل دولة عربية ام لا ؟