نشر بتاريخ: 17/07/2014 ( آخر تحديث: 19/07/2014 الساعة: 12:07 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الحل العسكري لمشاكل السياسة والحل السياسي لمشاكل العسكر
وقفت الجبهة الداخلية الفلسطينية بالاجماع وبالاختيار الحرّ مع المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها والدفاع عن الشعب الفلسطيني ، وبدا ذلك جليا منذ اللحظة الاولى للعدوان ، ورغم كل ما حاولته اسرائيل للانفراد بحماس الا ان القوى والجماهير الفلسطينية كانت وراء المقاومة ولم تندم على ذلك . لان اسرائيل طغت وبغت وسبقت ذلك بعقوبات جماعية ضد الشعب الفلسطيني وضد الخليل وضد الجبهة الشعبية ومقاتلي فتح والجهاد الاسلامي ، فقطعت التواصل الجغرافي ومنعت الصلاة في الاقصى وضاعفت حملات الاعتقال وقمعت تظاهرات المثلث والجليل وحاولت التستر على جريمة اغتيال الطفل محمد ابو خضير .
وحين فشلت المفاوضات واستقال مارتن انديك وسحبت الولايات المتحدة الامريكية يدها من الصراع وفلتت اسرائيل على عقالها تضرب بالفلسطينيين ، وجاهرت اسرائيل بعدائها ضد حكومة التوافق ورفضت دخول حماس في حكومة ليبرالية ، كان العنوان على الجدار وان الامور في طريقها لمواجهة اخرى ، حيث سيتدخل العسكريون لتلقين السياسيين درسا جديدا .
حماس في وضع جيد ، وحتى الجبهة الداخلية في غزة لم تتذمر هذه المرة برغم الخسائر الكبيرة في الأوراح والمنازل ، وتمكنت جميع المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة من ترسيخ مكانتها في قلوب الناس ضد الاحتلال الذي يستهدف الفلسطينيين ، وان هذه الفصائل التي قامت بضرب الصواريخ ضد اسرائيل تضامنا مع الضفة ورفضا للحصار على قطاع غزة كانت تعبّر عن غضب شعبي حقيقي داخل القطاع حيث الحياة لا تطاق .
ولكن وفي كل مرة ، تطلّ من بين الجراح والدماء والاشلاء ، فئة طفيلية تتعمشق على عذابات الناس ، ولا تجيد في السلام او في الحرب سوى الشتم والسباب ، هم انفسهم الذين شتموا المرات السابقة ، ويشتمون الان ، وسوف يشتمون المرة القادمة ايضا . وبحجة لعب "دور المثقف" الذي يعرف مصلحة الجماهير ، تطفو هذه الفئة كبقعة زيت وسخة على شواطئ محيط النضال الفلسطيني ، شتّامون وقدّاحون سفلة يقهرون الجبهة الداخلية ويقهرون المقاتلين . ويشكّكون في هذا الطرف او ذاك . وهم لا يعرفون سوى " الكلام المسلح "، وهم لا يعرفون انهم ينزعون دسم النصر ويزرعون الفرقة لحظة القتال ووسط الدماء .
لا خير في امة ليس لها مقاومة تدافع عن كرامتها وشرفها الوطني - وقد اثبتت فصائل المقاومة في غزة انها جيش الدفاع الفلسطيني . ولا خير في امة تخلو من اهل الرأي والسياسة لتقف في وجه المؤامرات وتمنع الفوضى والفلتان والبنادق المأجورة - وقد اثبتت القيادة الفلسطينية انها لا تباع ولا تشترى . وان الشعب الفلسطيني يفاخر بمقاومته ولا يحتاج الى اساتذة .
من بين المنازل المدمرة ، نفاخر بشعبنا واهلنا الذين صبروا وناصروا المقاومة ، نفاخر بأهالي المثلث والجليل والناصرة وعكا وبئر السبع ، نفاخر بأهل القدس الكرام الأبطال الذين اعادوا للعروبة بوصلتها المفقودة ، نفاخر بالخليل وبيت لحم ونابلس وكل مدن الضفة . وننحنى احتراما واجلالا لغزة وأهلها .